السبت، يناير 16، 2010

إلى متى السكوت؟ وماذا ننتظر!؟ بقلم/ ليلى أحمد الهوني

إلى متى السكوت؟ وماذا ننتظر!؟

بقلم/ ليلى أحمد الهوني

أيها الشعب الليبي، إلى متى السكوت؟ وقد طالت أوامر وقرارات وتصرفات نظام القذافي، كل شيء في حياتنا، إلى متى هذا السكوت؟ وقد وصل به الأمر إلى أن يقول لنا متى نصوم؟ ومتى نفطر!؟، ومتى يحق لنا الاحتفال بأعيادنا الدينية؟ وقد يصل به الأمر في الغد، ليقول لنا من نعبد؟ ومتى وكيف نصلي؟، بعد أن تطاول علينا في سنواتً غابرة، باعتقال كل من يصلي ليقول له: لماذا تصلي؟

إلا يكفي انه تحكم فينا لعشرات السنوات، وفرض علينا و بكل صفاقة، كيف نعيش؟ وكيف نأكل؟، وتحت أي أشكال وطرق (الخلابيط السياسية) نقبل بأن نحكم، ونمارس حياتنا الغير طبيعية، وبأي وضعية سوى كانت اقتصادية، أو سياسية أو اجتماعية أو صحية أو تعليمية أو غيرها، وانه لا خيارات أمامنا، بل علينا أن نحيا ونعامل ونتعامل بها، ألا يكفى كيف أجبرنا على أن نشكر من جعلنا عبيد لديه، بعد أن كنا أحرار قبل انقلابه المشؤوم!؟.

إلى متى السكوت على الضيم، وعلى العيش تحت سواد الغيم؟ وإلى متى السكوت على كل ما جرى، وما يجري كل يوم من فساد وإفساد البشر و الحجر؟، فلننتبه جميعاً، بأنه لم يعد هناك شيء واحد، لم تصله يد نظام القذافي بالعبث والتخريب والدمار. ألا يكفى أربعة عقود كاملة، عاث فيها هو وأعوانه ومن ثم أولاده، بكل شيء في حياة الليبيين؟، حتى أصبح كل شيء يدار فيها اليوم (بالريموت كنترول)، ولم يبقى لنا نحن الشعب الليبي، ما يدل على أننا حقاً بشر، لدينا دين و قيم ومبادئ، ومشاعر وأحاسيس وحقوق، إلى متى السكوت ونحن نتعرض إلى المهانة كل يوم وكل لحظة على يد هذا الجلاد؟، هذا الذي قتل أبنائنا في داخل الوطن وخارجه، من اجل أفكاره المريضة، ومغامراته الفاشلة، وتصرفاته الحمقاء العبيطة، حتى أوصلنا إلى هذه الدرجة، من التخلف والتأخر في كل شيء.

إن سؤالي الآن إلى أبناء شعبي هو، ماذا ننتظر بعد السكوت على كل ما فعله ويفعله القذافي وأعوانه؟ وهل السكوت معناه الرضا والقبول بما يحدث لنا ولبلادنا؟، أم أن السكوت معناه الصبر على هذا الحال؟ أم السكوت معناه الاستسلام بالكامل له، وانتظار الفرج من حيث لا نعلم، أي بحدوث المعجزة الإلهية!!؟، أم إننا ننتظر قوى خفية، تأتى من عالم المجهول، لكي تنتشلنا وتنقذنا مما نحن فيه؟ أم أننا ننتظر جهات أجنبية تأتى لتحريرنا من عبودية القذافي، لنقع في عبودية الأجنبي المحتل المستعمر، يا شعب بلادي المسلم، أن الله يقول في محكم كتابه الكريم "لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِّن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلاَ مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ" الرعد، وعليه فإن حالنا هذا لن يتبدل ولن يتغير، لطالما نحن صامتين منتظرين، ولن نشعر إننا مثل بقية البشر، الذين يملكون إرادتهم، ويملكون قرارهم، وبالتالي فهم يملكون كل حرياتهم.

لقد تعدى الأمر في وطني اليوم، كل طاقات الاحتمال والصبر على المصائب، لأنه وصل وبكل وقاحة، وتطاول وبكل بجاحة، على شعائرنا الدينية المقدسة، بعد أن مس كل الأمور والشؤون الدنيوية، بدون تحفظ أو أي احترام لحقوقنا الإنسانية.

أبناء وبنات وطني الحبيب، لقد ضرب أجدادنا وآباؤنا أروع صور الجهاد، في مقاومة الغاصب، والتصدي للظلم والظالم الأجنبي المحتل المستعمر، إلى أن نالوا حريتهم واستقلالهم، وسجلوا بدمائهم وأرواحهم الزكية، أروع وأعظم صور الجهاد في تاريخ هذه الأمة، فيجب علينا احتراماً لهؤلاء الأبطال، وإخلاصاً ووفاءً منا لدمائهم وأرواحهم الطاهرة، أن لا نسكت ونصمت، وننتظر أن يأتينا الفرج وحده بمعجزة إلهية، بينما الغاصب والظالم الذي يدعي (الوطنية والثورية)، ينهش وينهب ويدمر ويخرب، حياتنا وحياة أبنائنا، بدون رحمة أو شفقة.

أبناء وبنات وطني الغالي، لقد قال شهيد الوطن بإذن الله البطل فتحي الجهمي: "لم يبقى إلا أن يقدم لنا القذافي سجادة الصلاة ويقول اعبدوني" حقاً والله أنه صدق فيما قال، فماذا بقى لنا أيها الليبيين، من هذا الحاضر الكريه والمستقبل الغامق والغامض، بعد أن شوه هذا الحاكم الظالم الغاصب، كل ما هو خير وطيب للشعب الليبي، وبعد أن وصل به الأمر أن يضلل ويتحكم في شعائرنا الدينية!؟.

أبناء وبنات وطني ليبيا، أن الشعوب الحرة والأمم الناهضة، لا تنال حريتها ولا تصنع حاضرها، ولا تنطلق إلى بناء مستقبلها بالسكوت والانتظار، وإنما بأن تملك وبكل قوة وإصرار، أرادتها الحرة الكاملة، في تقرير مصير حياتها، وفى كيف تعيش وبأي وضعية وحال تريد أن تعيش، وبأن تختار هي بنفسها وبكل ديمقراطية، من يحق له نيل ثقتها لكي يقودها؟ وكذلك بأن تقرر وبكل حرية، كيف تريده أن يقودها؟.

أبناء وطني وأخيرا أريد القول: بأن العائق الرئيسي، الذي يعطل إرادة الشعب الليبي معروف، فهو الشخص الذي زرع فينا الأوهام، ولم يحقق شيء طوال أربعة عقود كاملة، ولم نجني من وجوده إلا الدمار والخراب والفساد والآلام، فأنت وحدك أيها الشعب الكريم، أيها الشعب الشجاع، أنت وحدك فقط عليك أن تأخذ القرار، أما بالسكوت والانتظار!، أو بعزيمة حرة، وانتفاضة قوية، كانتفاضة كل الثوار وكل الأحرار.
****************

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

lailaelhoni_68@yahoo.com, blaila89@hotmail.co.uk