((تقارير))
سياسة أمريكا وحكومة الوفاق الليبية
«مشوشة أم براغماتية»
بعض وسائل الإعلام الفرنسية تكشف عن من يقف وراء تغير موقف واشنطن حيال الصراع الليبي، ساير تغير ميزان القوى على الأرض في حرب طرابلس، أحدث تغيرا في اللهجة الأميركية تجاه الصراع الليبي برمته، برز في تصاعد الخلاف مع روسيا، وهو تطور يعكس عدم استقرار "واشنطن" على موقف ثابت، كما هو الحال في "سورية" وفق وسائل إعلام فرنسية.
واعتبرت جريدة «لوفيغارو» الفرنسية في تقرير لها بعنوان «الأتراك يتقدمون فيما الروس يتراجعون»!
، أن التدخل الروسي جعل "أنقرة" تظهر بمظهر جيش الحلف الأطلسي في مواجهة الاتحاد السوفياتي سابقا،، لكن كل ذلك «لا يعني بأن الرئيس الأميركي دونالد ترامب سيغير موقفه الداعم للمجرم خليفة حفتر» بناء على اتهام قيادة الجيش الأميركي بأفريقيا «أفريكوم» موسكو بنشر مقاتلين عسكريين وطائرات مقاتلة ترافقهم طائرتان من سلاح الجو الروسي.
«أفريكوم» تحسم الجدل حول نشر قوات مقاتلة في تونس، تحسبا للتطورات القادمة في ليبيا ونقلت الجريدة عن بعض الليبيين الذين تحاورت معهم، أنهم يبدون «حين يتطرقون إلى المعارك الدائرة على أرضهم، كما لو أنهم حكم يكتفي بتعداد النقاط»، لافتة إلى أن الوضع الجديد رهين تشابك فيه مصالح اللاعبين الإقليميين في ليبيا.
وتوقعت قلب «التدخل الروسي مواقف بلدان عدة، من بينها فرنسا على سبيل المثال لا الحصر، التي كانت تدعم المجرم خليفة حفتر وتقف ضد تركيا».
شبكات تأثر على القرار الأمريكي وبدورها تشير إذاعة فرنسا الدولية الحكومية، إلى التصريحات الأخيرة للمسؤولين الأميركيين منذ مكالمة الرئيس دونالد ترامب مع حفتر إبريل 2019م، إذ تشيد الآن "واشنطن" بجهود حكومة الوفاق الوطني الليبي في «مكافحة الإرهاب»، في وقت ندد الجيش الأميركي بالتدخل الروسي إلى جانب ميليشيات خليفة حفتر المنفكة، وهو ما آثار تساؤلات مراقبين إن كانت السياسة الأميركية في ليبيا هل هي «مشوشة أم براغماتية»!؟.
ففي مايو 2019م، كشفت جريدة «نيويورك تايمز» الأميركية أن المجرم خليفة حفتر، قد حصل على موافقة "البيت الأبيض" لدخول طرابلس، ووفقا للجريدة، قال مستشار الأمن القومي في ذلك الوقت، "جون بولتون": «إذا كنت تريد الهجوم فقم به، ولكن افعل ذلك بسرعة»، كان ذلك قبل أيام قليلة من مؤتمر وطني جامع أعدته الأمم المتحدة.
ويبرز موقف وزارة الخارجية الأميركية، تناقضا مثيرا للجدل في "واشنطن" «نحن ضد هذا الهجوم العسكري وندعو إلى وقفه على الفور»، حسبما أعلن وزير الخارجية الأميركي "مايك بومبيو" في أبريل 2019م اي في نفس الشهر!.
شباب من جيش الوفاق الليبي
وفسرت إذاعة فرنسا الدولية هذا التناقض بوجود "لوبي" مؤيد لحفتر في العاصمة الأميركية تدعمه عدة دول عربية، وكذلك عن طريق شركات الضغط التي دفعت ملايين الدولارات وهي شبكات تؤثر على القرار الأميركي ولجأت إليها أيضا حكومة الوفاق الوطني.
وبالنسبة للعديد من المراقبين فإن "غموض السياسة الأميركية" يرجع إلى نشاط هذا "اللوبي" على الرغم من المواقف الرسمية لوزارة الخارجية.
لكن واشنطن تتولى مرة أخرى، في يوليو 2019م، للدفاع عن المجرم المنحرف خليفة حفتر، بعد منع قرار للأمم المتحدة يدين تفجير مركز للمهاجرين في طرابلس.
ازدواجية المواقف
~~~~~~~~~~~~
ويبدو أن واشنطن فقدت الاهتمام للحظة بالنزاع الليبي, الذي تؤثر عواقبه الوخيمة حتما على دول أوروبا أكثر من الولايات المتحدة، ولكن في مارس عادت واعترضت على تعيين الدبلوماسي الجزائري رمضان لعمامرة، خلفا لغسان سلامة المبعوث الخاص الذي استقال من بعثة الأمم المتحدة،. وفي الأسابيع الأخيرة غير الأميركيين نهجهم لدعم حكومة الوفاق الوطني الليبي، ويبدون استعدادا لإقامة قاعدة عسكرية في ليبيا.
ولا يفصل المحللون هذه الازدواجية الأميركية، عن أهمية اهتمام الجميع بليبيا، ويتذكرون بأن واشنطن ليس لها اي موقف ثابت في عهد دونالد ترامب كما الحال في سورية، حين هجرت الأكراد في النهاية.
ويقول هؤلاء المراقبون بإن "واشنطن" والقوى العظمى الأخرى «تعرف جيدًا أنه لا يوجد "معسكر" في ليبيا سيفوز في الحرب، ويتصرفون وفقًا لذلك» ولكن الايام ستثبت عكس كل هذه الإدعاءات.
~~~~~~~~~~~~~
وكالات
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
lailaelhoni_68@yahoo.com, blaila89@hotmail.co.uk