ماذا لو مات شارون غداً!!؟
بقلم/ ليلى أحمد الهوني
أرئيل شارون رئيس وزراء إسرائيل، في ساعات قلائل بات طريح الفراش في حالة غيبوبة، هي أقرب للموت منها للحياة، هذا المجرم أرتكب من الظلم والجور والمجازر والمآسي، الكثير والكثير في حق الشعب الفلسطيني، كغيره من حكام وقادة إسرائيل، منذ قيام الدولة العبرية حتى يومنا هذا.
قد يكون شارون وغيره من حكام وقادة إسرائيل، قد انتهوا إلى ما انتهوا إليه، ولكن منهج الظلم والاستبداد الذي قامت عليه دولة إسرائيل مازال مستمر، بل وأزداد سوءاً، فها هو الشعب الفلسطيني بعد مرور 60 عاماً أو أكثر، مازال محاصراً يُقتل ويُعذب، ويستمر تشريده وتنتهك حرماته، ويمنع بعضاً من أبنائه من الصلاة في مسجده الأقصى، بينما العالم يتفرج على مأساته دون أن يتحرك له ساكناً.
وهنا أود القول.. أنا كـمواطنة ليبية، أتعاطف جداً مع القضية الفلسطينية، ويحز في نفسي ويحزنني ما وصل إليه حال الشعب والمواطن الفلسطيني، لأن ذلك ماثلا أمامي و يذكرني دائماً بما يعيشه الشعب والمواطن الليبي من معاناة تحت حكم القذافي.
المشكلة لدى الفلسطينيين لم تكن في حكم شارون وغيره فحسب، ولكن لب المشكلة في وجود حكم ومنهج الظلم المتمثل في الاحتلال الإسرائيلي الجائر لأرض فلسطين.
وبالمثل المشكلة في ليبيا، ليس في وجود القذافي الأب فقط، بل في حكم ومنهج الظلم، الذي يتشابه بدرجة كبيرة مع الاحتلال، حيث فُرض هذا الحكم على الشعب الليبي بالقوة، وأستمر لمدة 40 عاماً، وحتما سيزداد الأمر سوءاً، لو ورث أحد أبنائه الحكم من بعده.
لقد مورس على هذا الشعب، نفس الأساليب التي مارستها إسرائيل المحتلة على الشعب الفلسطيني، قتل وتعذيب وتشريد وهدم لبيوت المعارضين والرافضين، واغتصاب للممتلكات ونهب للثروات، وحواجز وبوابات بين المدن والمناطق.
تماثل عجيب!! بين معاناة الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال الإسرائيلي، وبين معاناة الشعب الليبي تحت احتلال حكم القذافي، وتشابه كبير أيضاً بين ما تعرض له المواطن الفلسطيني، و ما تعرض له المواطن الليبي، من حصار وتجويع وتنكيل وسلب للحقوق السياسية والاقتصادية، ومحاولة هدم الأسس الاجتماعية.
في فلسطين هناك مقاومة لحكم ومنهج الظلم، وهناك مبدأ ثابت وواضح لدى الشعب الفلسطيني المناضل، أنه لا حرية ولا كرامة للمواطن الفلسطيني في ظل وجود الاحتلال الإسرائيلي، وهناك أيضاً رفض وإصرار على ضرورة أن يعود الحق لأصحابه مهما طال الزمن أو قصر.
و كذلك الحال في ليبيا، قد تظهر أحيانا و قد تخبؤ أحيانا أخرى، جيوب مقاومة لنظام الحكم ومنهج الظلم سواء كانت فردية أو جماعية، ولكن في مجملها هي رافضة لهذا المنهج.
إن ما يتعرض له الشعب الليبي من ضغوط، من قبل نظام آل القذافي، في محاولة مستمرة لقبول الأمر الواقع، وذلك بزعزعة ثقته وهدم كيانه وإضعاف مقاومته، تشبه محاولات إسرائيل مع الشعب الفلسطيني، لكي يستمر الوضع على ما هو عليه.
وهذا الأمر يتطلب من الليبيين كافة وعياً و يقظة بأهمية مقاومة ما يحدث، وعدم الاستكانة وعدم الخضوع لمثل هذه المؤامرات، المقصود منها الضغط على الشعب الليبي أكثر، وإرغامه على الرضوخ للواقع المأساوي الذي يعيشه.
كما يتطلب منهم أيضا عدم الانخداع والانجراف، وراء الوعود الزائفة، التي تمني الشعب الليبي، بأن غده سيكون أفضل من ماضيه وحاضره تحت هذا الحكم.
في ظل هذه السياسات الفاسدة والمحاولات الخبيثة من قِبل القذافي وأبنائه، لن يتغير شيء في ليبيا، ولن ينال المواطن الليبي حريته، ولن ينعم الشعب الليبي بالاستقرار، ولا بالأمن ولا بالطمأنينة، ولا بالعدل ولا بالمساواة، ولا بنيل الحقوق السياسية، ولا بتلبية مطالبه الاقتصادية، ولا بإصلاح أوضاعه الاجتماعية، إلا بالتغيير والقضاء على هذا النظام الظالم بالكامل وكل من سار على نهجه.
وعليه.. فمسؤوليتنا نحن جميعاً كـ ليبيين، المطالبة بإلحاح، بتوحيد صفوفنا والتكاثف، والاستمرار في الرفض والمقاومة، لهذا "الاحتلال" الجاثم فوق صدورنا والمسمى بنظام القذافي، لأنه لن يكون هناك خيراً، وعدل وحرية ورفاهية للشعب الليبي، في وجود الظالمين أو على أيديهم، أو على يد من يأتي من بعدهم من سلالتهم.
***************
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
lailaelhoni_68@yahoo.com, blaila89@hotmail.co.uk