مر على تحرير ليبيا من المردوم معمر القذافي

السبت، فبراير 19، 2011

تَبّاً لكم يا دعاة الفتنة ! بقلم/ الأستاذ فرج الفاخري

تَبّاً لكم يا دعاة الفتنة !

بقلم/ الأستاذ فرج الفاخري


فى هذا الوقت العصيب الذى تمر فيه بلادنا بأهم وأخطر المنعطفات المصيرية فى تاريخها الحديث، والذى يحتاج فيه الوطن لتعاضد وتألف كافة أفراده حول الهدف السامي بإسقاط حكم النظام الفاسد الإستبدادي. يظهر أحد مرتزقة النظام الأسن على قناة الجزيرة (العربية)، ليحاول بث سموم الفتنة والفرقة بين أبناء الشعب الواحد.

قال المرتزق الخبيث (موسى إبراهيم) فى نشرة الأخبار المسائية لقناة الجزيرة يوم الأمس الجمعة 18 فبراير، بأن المظاهرات التى عمت مدن شرق ليبيا، مبعثها توجهات قبلية وجهوية بحتة ! وأستشهد فى ذلك (بكذبة)، أن مدن غرب ليبيا لم تتحرك فيها مظاهرات مماثلة، والمظاهرات التى خرجت فيها، كانت من أجل تأييد قائده (على حد زعمه).

ولا يهم هنا، أن تصريحاته ـ فى هذا الخصوص ـ مليئة بالأكاذيب الفاجرة، كقوله بأن العناصر التى قامت بهذه المظاهرات كانت مسلحة، وأن رجال الأمن ـ غير المدربين ـ اضطروا لإطلاق النار للدفاع عن أنفسهم !. ولكن الذى يهم فى هذا السياق، هو تصريحه بأن السبب من وراء هذه المظاهرات تحركه دوافع جهوية وقبلية لأجل المساس بوحدة الوطن.

وهذا مؤشر فى غاية الخطورة، قد تكون لها تبعات وخيمة على أهلنا فى الداخل. حيث من الممكن تحت طائلة الترويج لأباطيل هذا الإدعاء الكاذب، أن يتم التخطيط لهجوم عسكري واسع على مدن الشرق، تستخدم فيه الأسلحة الثقيلة بحجة الحفاظ على وحدة البلاد وأمنها ضد عناصر إنفصالية.

ولا يخفى على أحد ـ فى هذا المنوال ـ بأن النظام الفاسد، الذى خبرناه على مدى عقود طويلة، يحقد على الشعب الليبي بأسره، وليس لعناصره ذرة إنتماء وطني واحدة تردعهم عن إلحاق الدمار بالبلاد لأجل تحقيق مصالحهم. فلا يهم هؤلاء الأوباش أن يرتكبوا أفظع الجرائم فى حق أفراد الشعب الليبي، فى سبيل الحفاظ على مكتساباتهم التى حققوها عن طريق السلب والنهب والجور المبين.

وليس هناك ما يفشل إدعاءاتهم الباطلة، ويحقن كيدهم فى نحورهم، سوى تحرك أهل طرابلس (المركز)، ومعظم مدن غرب ليبيا، لتنفضح كذبتهم ويسقط بالتالي نظامهم المتعفن، وهذا سيحدث بإذن الله فى القريب العاجل.

وأنا لا أحسد أهل طرابلس الأبرار، فى هذه الظروف العصيبة، التى تم فيها محاصرتهم بكثافة غير مسبوقة، من قبل قوى الأمن المتعددة الأجهزة، وكتائب الدفاع عن الرأس الفاسد، ومليشيات المرتزقة، وأنذال اللجان الثورية، وبعض قوى وعناصر الجيش المواليين للحاكم الفاسد.

والمعنى هنا، أن آخر أطواق نجاة النظام ـ من وجهة نظره ـ فى الوقت الحالي، تتركز فى عزل طرابلس، وتشديد القبضة عليها بإحكام شديد، حتى لا يخرج أهلها لإعلان رفضهم لحكمه، وتوثيق تضامنهم مع أخوانهم فى مناطق ليبيا الأخرى.

إن خروج أهل طرابلس للشارع، يعنى إنتهاء النظام الفاسد على بكرة أبيه. وهذا ما جعله يكثف كافة قواه لأجل الحيلولة دون حدوث ذلك. فطرابلس فى هذا القياس، هى المعقل الأخير فى معادلة ثباته على السلطة، فهى ليست العاصمة السياسية للبلاد فحسب، بل أنها مركز بنيان قوته الحاكمة. ومع ثورتها ينهار هذا البنيان وينتهي حكم النظام المتعفن.

وفى ذات الوقت الذى أخشى فيه من بطش هذا النظام الأرعن على عروس البحر الأبيض المتوسط (طرابلس)، الذى لن يتوانى عن إستخدام كافة الوسائل والأساليب لقمع وإخماد ثورتها، لكنني على ثقة بأنها سوف تفك قيودها المحكمة، وتلتحق بركب الثورة، التى أشتعلت على أرض شقيقاتها من المدن الأخرى فى ارجاء الوطن الواسع. وسينتهى ـ فى حينه ـ حكم هذا النظام الأسن إلى عالم الفناء.

إذن، حَذارَى يا أهل ليبيا من إنطلاء حيلة النظام الخادعة، بوصم ثورة الشعب بالجهوية والقبلية. فهى ثورة مباركة، لأجل إزالة حكم الظلم والطغيان عن الناس بعد طول إنتظار.

تعاضدوا، وتماسكوا، فإنكم شعب (واحد)، يعتنق ديانة واحدة، ويتكلم لغة واحدة. ويملك ثروة طائلة وهبها الله لكم، ليستمتع أفرادكم بخيراتها فى بناء مجتمع متحضر يكرس قيمة الإنسان ويحترمه، ويتساوى فيه الجميع دون تمييز. وهذه هى الصورة التى سيكون عليها مجتمعنا، بعد سقوط النظام الفاسد.

لقد شاء القدر، لهذه البلاد الطيبة بشعبها الصغير المتجانس، وبثروتها الهائلة، وأرضها الشاسعة، أن تبتلى بشيطان من الأنس، أستغل مال الشعب فى إقتناء بعض شراذم الأشرار من أمثاله، ليعيث وأياهم الفساد، ويسلط على الشعب ـ المنكوب بحكمهم ـ سيف الظلم والذل والهوان والإستبداد.

واليوم ثار الشعب فى مدن كثيرة، لا يهم موقعها على خارطة الوطن، بقدر أهمية تحطم حاجز الخوف الذى بناه النظام الفاسد ـ فى وجدان الناس ـ بوسائل القمع الوحشية. هكذا، زال الحاجز، الذى حال بين الناس وبين ممارسة شعائر حريتهم، التى كفلها الله لهم، وصادرها منهم الحاكم الفاسد. فلم يعد ثمة ما يحول بين الناس فى ليبيا وبين تخطيهم أعتاب بيوتهم للتعبير بحرية تامة عن رفضهم العلني لإستمرار حكم النظام المتعفن، المسيطر على مقاليد السلطة فى بلادهم لزمن يعود بماضيه لأكثر من أربعة عقود كريهة مضنية.

إن الحرية قادمة يا أهل ليبيا، وأنا أكاد أرى إحتفالات أبناء وبنات بلادي فى جميع شوارع مدنها وقراها ونجوعها. يهلل صغارها وكبارها، ونسائها، ورجالها بالفرح والبهجة والسرور. وأكاد أسمع الزغاريد الجميلة الصادحة ترن بموسيقاها فى سماء أفق الوطن الحبيب، معلنة عن عهد جديد، يسوده السلام والطمأنينة والرفاه والعدل والمساواة.

فرج الفاخري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

lailaelhoni_68@yahoo.com, blaila89@hotmail.co.uk