مر على تحرير ليبيا من المردوم معمر القذافي

الجمعة، يوليو 08، 2011

ماهية المجتمع المدني وعناصره .. بقلم/ خالد مختار ابشير

ماهية المجتمع المدني وعناصره

بقلم/ خالد مختار ابشير

إن مفهوم المجتمع المدني هو تلك المنظمات الغيرالحكومية والغير الارثية، التي تملأ المجالات العام بين الأسرة الدولية، وتنشأ لخدمة أو لتحقيق مصلحة ما، أو للتعبير عن هموم ومشاعر مشتركة بشكل سلمى متحضر، ومن الأمثلة الحية على منظمات المجتمع المدني، هي الأحزاب السياسية، المنظمات غير حكومية، ومنظمات المجتمع المدني والنقابات والروابط المهنية، وعادة ما تكون عضوية هذه المنظمات إختيارية، هدفها تحقيق غرض معين وبإرادة الفرد الحرة، ويكون العمل فيها تطوعيا لأنها منظمات مجتمعية ومفتوحة لتعليم وممارسة الديمقراطية، دون تزويد أصحابها بأي أفضلية ناتجة عن انتماء أسري أو قبلي أو ديني، كما يجب أن تقوم هذه المنظمات على التخطيط الواقعي والاستراتيجي من اجل تكثيف الجهود لصناعة القرارات المصيرية المشتركة، والذي يستنبط منه هوية المنظمة ويبرر وجودها لتنمية قاعدتها الشعبية، الأمر الذي يزيد من شرعيتها ومساندة القاعدة الشعبية لها لمواجهة الظواهر السلبية الخارجية .
كما يمكننا تعريف المجتمع المدني على انه مجموعة من المنظمات التطوعية، التي تملأ المجال العام بين الأسرة الدولية لتحقيق مصالح أفرادها، ملتزمة بقيم ومعايير الإحترام والتراضي والتسامح، والإدارة السليمة من الضروري أن يميزها التنوع بعيدة كل البعد عن الأساليب التقليدية التي قد يحد من نسبة نجاحها.
وهوية المنظمة التي تتبع أي مجتمع مدني يجب أن تشمل عدة عناصر أساسية ومهمة وهي:-
أولا : رؤية المنظمة المتفائلة للمستقبل المرجو لها، وسعيها الجاد لأستلهام وإضاءة رحلة المنظمة، كما يجب أن تساعد على ترسيخ الإنتماء والإلتزام لدى العاملين بالمنظمة، ويجب أيضاً أن تكون تلك الرؤية هي النقطة المحورية التي يسير عليها كل شخص بالمنظمة .
ثانياً : التركيز بأن تكون رسالة المنظمة وثيقة مكتوبة، تمثل دستور المنظمة ( النظام الداخلي ) والمرشد الرئيسي لكافة قراراتها، والتي تحدد بوضوح طبيعة النشاط الذي تقوم به تلك المنظمة، والخدمات التي تقدمها هي القاعدة الشعبية المستفيدة من خدمات المنظمة، كما يجب أن تحدد الإطار الأخلاقي والقيم التي تميز المنظمة عن غيرها من المنظمات الأخرى المماثلة .
ثالثاً : التركيز على أن تكون قيم ومبادئ المنظمة، هي مجموعة تلك القيم الأخلاقية وأنماط السلوك المقبولة، التي تضعها المنظمة كإطار ييتحكم في تصرفات وسلوك الإدارة والعاملين بها مع ضرورة توافقها التام للقيم الأخلاقية بالمجتمع .
رابعاً : ضرورة وضع أهداف المنظمة أي الغايات أو النتائج التي تسعى المنظمة للوصول إليها، سواء كان تحقيق نتائجها وأهدافها، قصيرة – مرحلية أو حتى طويلة ومنها الأهداف عامة أوالأهداف الخاصة المشروعة.
خامساً : إن الفعل الإداري أو التطوعي في المنظمة يجب أن يكون بعيد كل البعد عن المنهج التقليدي، وعند إختيارهم لعضوية الأفراد، يجب أن لا يكون له علاقة بما يسمى بالمعارف أو الأسرة أو العشيرة أو القبيلة، أو تكون عضويته مفروضة بحكم الميلاد اوالارث، أو أي نوع آخر من أنواع الوساطات والاختيارات الادارية المشبوهة في تعاملها و التي ربما تدخلها الشكوك في تكوين إدارة المنظمة.
سادساً : مصداقية المنظمة وهي عادة ما يتم استمدادها من ثقة الناس أوالجمهور وبالدور الذي تقوم به منظمات المجتمع المدني ، كذلك هي التي تبني وتعزز شرعية تلك المنظمات وهو ما يعرف بشرعية الأداء والانجاز.
سابعاً : يعتبر استقلالية المنظمة عنصر من العناصر الأساسية لتكوينها، وذلك لتمكين منظمات المجتمع المدني من القيام بدورها على أكمل وجه وبتحقيق أهدافها. واستقلالية منظمات المجتمع المدني تتطلب استقلاليتها تنظيمياً وإداريا عن إدارات الدولة الرسمية، وهذا ما يميزها عن الإدارات الحكومية والمؤسسات العامة، وفي كل الأحوال يجب أن تكون استقلالية منظمات المجتمع المدني بأبعادها المختلفة حقيقة واقعية، أي أن تكون استقلالية ممارسة على أرض الواقع، و ليست مجرد استقلالية شكلية فقط.
وسنوافيكم في مقالات قادمة عن كيية تسيير النظام الإداري لمنظمات المجتمع المدني وبصورة واضحة وجلية.

خالد مختار ابشير
محامي وناشط حقوقي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

lailaelhoni_68@yahoo.com, blaila89@hotmail.co.uk