مر على تحرير ليبيا من المردوم معمر القذافي

الخميس، يوليو 21، 2011

موقعة ساحة النخيل..حالة للتدبر.. بقلم / د. عيدة المطلق

موقعة ساحة النخيل.. حالة للتدبر

بقلم/ د. عيدة المطلق قناة

يبدو أن التعاطي العنفي مع الاحتجاجات السلمية أصبح سمة عربية بامتياز .. والأردن في هذا المحيط العربي - الزاهر بالقمع والبلطجة- ليس استثناء .. فما أسرع أن تتحول ميادين الوطن إلى ساحات معارك حامية الوطيس ..كتائبها البلطجية وأسلحتها السيوف والحجارة والعصي والهراوات وأخشاب البناء وأخيرا دخل سلاح "أسياخ الشواء" للخدمة ..
إن مجريات "موقعة ساحة النخيل " في عمان .. ليست معزولة عن سابقاتها .. وللتوضيح نكتفي بالإشارة إلى عينة من مجريات الشهور الست الماضية .. نستلها من هذا السجل الأسود الذي يزداد انتفاخاً مع الأيام !!
• في يوم 18/2/2011 .. تم استخدام " البلطجية" في مواجهة مسيرة المسجد الحسيني في وسط عمان .. وأسفرت المواجهة – غير المتكافئة عن عشرات الإصابات .. !!
• وفي 25 آذار 2011م ارتكب البلاطجة مجزرة دوار الداخلية.. التي أسفرت عن استشهاد احد المواطنين وإصابة العشرات .. !!
• وفي يومي الجمعة والسبت 15 – 16 أيار 2011م .. تطورت المواجهات مع المحتجين بإطلاق الرصاص الحي "في مواجهة مسيرة العودة" قرب نصب الجندي المجهول في منطقة الكرامة بالأغوار مما تسبب في إصابة عشرات المواطنين.. وتعرض الصحفيون لكم كبير من الاعتداءات اللفظية والجسدية والمادية .. شملت الضرب والشتم وتكسير السيارات والمعدات.. ومصادرة الكاميرات والأشرطة التي توثق ما حدث من اعتداء قوات الحكومة على المواطنين!!!
• وفي يوم 15/7/2011 : كانت "موقعة ساحة النخيل" ..التي "جيشت" لها الحكومة وأجهزتها الأمنية مسيرة مضادة .. جاءت ترقص بالسيوف والعصي وما تم إدخاله من أسلحة لكتيبة البلطجية .. وتهتف " يا ابو حسين لا تهتم احنا شرابين الدم " .. !!! .. فقامت هذه "الكتائب" بالاعتداء "غير المبرر" بالضرب واللكم والشتم والتكسير على المتظاهرين والصحفيين على السواء !!
تلك هي عينة من وقائع القمع الذي يمارس في الأردن .. وفي هذا السياق لا بد من الإشارة إلى ما أخذ يصاحب هذه الوقائع من "بلطجة إلكترونية" تتساوق مع حملة القمع.. لقد تعرضت مواقع العديد من الحركات الإصلاحية ومواقع الناشطين في هذا الحراك للقرصنة .. من أمثلتها : قرصنة مواقع كل من : اللجنة المركزية للمتقاعدين العسكريين .. وموقع سرايا الإخباري .. وموقع "تجمع الطلبة الاحرار" وغيرها .. إلى جانب قرصنة صفحات الحراكات الشبابية الإصلاحية على مواقع التواصل الاجتماعي (الفيسبوك والتوتير)!!
وحتى تستكمل الصورة تجدر ملاحظة ما يكتنف هذه الأجواء المقلقة من مقدمات وإجراءات منها على سبيل المثال:
1. التجييش الإعلامي غير المسبوق ، ضد الحراك الإصلاحي بعامة والحركة الإسلامية بخاصة .. وما يجري على ضفافه من تخوين وتشكيك.. !!..
2. التعبئة والاستنفار الأمني ضد الحراك الاحتجاجي .. حتى أن السلطات دفعت إلى "ساحة النخيل" – في عمان .. بأعداد تزيد عن ألف رجل من مختلف الأجهزة الأمنية للتعامل مع المعتصمين والصحفيين على السواء..
3. الوعيد والتهديد الاستباقي .. فقد توعدت الحكومة - على لسان رئيسها- والناطقين باسمها – وشبيحتها وبلطجيتها - بمنع اعتصام "ساحة النخيل" .. ونفذت وعيدها بالطريقة – المخجلة - التي شاهدها العالم.. والتي أسفرت عن عشرات الإصابات بين صفوف المتظاهرين والصحفيين وحتى رجال الأمن!!
4. الاستهداف الممنهج للصحفيين والإعلاميين .. فقد تزايدت - وبشكل ملحوظ وموثق عمليات استهداف للصحفيين.. ومن المؤسف- أن يصل الأمر حد استخدام "الخداع" حين قام المكتب الإعلامي بمديرية الأمن العام بالتنسيق مع نقابة الصحفيين ومركز حماية الصحفيين بتوزيع سترات تميز الصحفيين .. لتصبح أداة لتمييزهم ليتم استهدافهم لا حمايتهم !!
5. بعد كل موقعة يجري تحميل الصحفيين والمتظاهرين مسؤولية تعرضهم للاعتداء .. وحين تتسرب بعض الوقائع وتنكشف بشاعة تفاصيلها وحيثياتها تسارع الأجهزة الحكومية " للاعتذار" ، والإعلان عن تشكيل لجنة للتحقيق بما جرى تنصلا من المسؤولية .. وذراً للرماد .. ولكن حتى تاريخه لم تسفر كل لجان التحقيق الحكومية عن شيء ولم يقدم أحد إلى القضاء .. وما زالت كل القضايا مسجلة ضد مجهول !!!
6. إن الاعتداءات الحكومية المتكررة على المتظاهرين والصحفيين على السواء باتت تتسم بالبلطجة .. وهذه البلطجة آخذة بالتنوع والاتساع كما ونوعاً..
إن هذه الوقائع - وهي بالمناسبة عينة مما يجري - تدحض مزاعم الإصلاح .. بل تعزز المخاوف التي تثار بين حين وآخر .. والتي تتلخص باليأس من الإصلاح .. مع حكومات جعلت من "القمع وتأزيم الشارع" نهجاً لا حيدة عنه.. فإن صحت هذه المخاوف .. فإننا أمام نهج مرفوض لأنه خطير وغير مسؤول وله العديد من المحاذير!!
ففي سياق هذا النهج يتم "تقييد الحريات وتكميم الأفواه وربما قطع الألسنة".. ويقطع "الطريق السلمي" على قوى "الإصلاح".. ويضع البلاد والعباد على كف "عفريت فتنوي" لا ندري متى ينفجر.. فضلا عن أنه يدفع بالأوضاع نحو الارتكاس في عهود الظلام مرة أخرى... – لا قدر الله - !! ولعله من الضروري أن نضع في الحسبان أن "شدة الضغط تولد الانفجار" - وهو ما لا نريده بل من الواجب احتواؤه بإيجابية ورشد!! متديرين قول الله تعالى [وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا ‏مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (الأنفال - 25) ] ( صدق الله العظيم).
*****************

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

lailaelhoni_68@yahoo.com, blaila89@hotmail.co.uk