أطفالنا و الثورات العربية
بقلم/ السيدة أم العبادلة
ساتكلم هنا عن تاثير الثورة على الطفل و ساخص بالذكر الثورة الليبية و تاثيرها على الاطفال سواءا داخل ليبيا او خارجها. فجميع الثورات العربية لديها تاثير مباشر و غير مباشر و عميق على طفولتنا العربية بحيث جعلت منهم رجالا و نساءا قبل الاوان بل جعلتهم ابطالا. اجل ابطالا فكم من طفل تيتم و فقد الراعي فاصبح مسؤولا و لو ان اطفالنا ومن قبل ثوراتنا كانوا مسؤولين نظرا لضيق المعيشة و الحاجة الماسة للعمل يا اما للاعالة او المساعدة.
لقد اضفت الثورات الحالية لمسات تحريرية و امل في غد افضل بحيث نجدها حاضرة في كل الثورات من تونس‘مصر, سوريا, اليمن و ليبيا. لكن في ليبيا الامر اختلف الى حد كبير بحيث اصبحت الطفولة احدى معالم البطولة في مصراته و باقي المدن الليبية.
اجل فكم من طفل غامر بحياته و هو يتنقل بين البنايات اما حاملا للزاد الى الثوار و اما مراسلا شجاعا فذا.
اجل لقد كتبت الطفولة فصلا جديدا في كتاب التاريخ العربي الاسلامي. ففي الداخل تجد هؤلاء الابطال قد تاثروا بالثورة قلبا و قالبا. فكم من طفولة اغتصبت و اصيبت و بترت اعضاءها بل و كم من اعداد فقدنا من فلذات اكبادنا, فلقد عايشت طفولتنا الام الثورة و انكوت بنارها و تازمت بازماتها بل و كانت لها اراء سياسية كلما تتوق اليه هو رحيل العقيد الذي اغتصب منها براءتها. و تحضرني رسالة الطفل الشجاع الذي اعلن عبر كل شاشات العالم:" لانريد من القذافي شيئا الا لن يرحل و عائلته" و كانه يقول له : ارحل كي تعود لي طفولتي". كما تحضرني شجاعة الطفلة المصراتية التي قام الاطباء بنزع الرصاصة من رجلها دون تخذيرها, و هذا مالن يتحمله الكبار فما ادراك بالاطفال. اقف تحية لهؤلاء الاشبال الذين كانت لهم الكلمة الاخيرة و التي لا تنازل عنهم الا برحيل القذافي و اولاده و اعوانه و رحيل 42 سنة من الجهل و القهر و الخوف و ...الخ
اما عن طفولتنا التي تقيم خارج ليبيا الحبيبة فالمها زاد قسوة الفراق و الغربة و الاشتياق هم معانقة الم المصير و نار المخاض العسير في بلدهم المغتصب من طرف فرعون القرن. مانفتا ان نرى هذه الطفولة تهتف و تندد و تتوعد و تشجب بل و تنادي كل المحافل الدولية و العربية بايجاد الحل. اجل بل صنعوا من لعبهم ثورة بحيث تجدهم يهرعون و ينتقلون بين الغرف باحثين عن المجرم القذافي. فهذا المختار و هذا السويحلي بل يتعطشون لمعانقة طفولتهم المجاهدة الصابرة في ليبيا. احيانا اراقب ولداي و هما يلعبان بحيث يطلب ابني الاكبر من شقيقه الاصغر ان يكون القذافي حتى يتسنى له ان يطارده و يلاحقه و لكم كانت صدمتي بل فرحتي به بحيث قال له و بكل شجاعة لا ! لا أريد ان اكون القذافي فقال له اخوه اننا نلعب فقط. فرد عليه غاضبا: لا! لن اكون القذافي لانه يقتل الناس و يقتل الاطفال. أجل طفولة الجالية الليبية لا تقبل القذافي و معظمهم لم يروه ولا وطئت اقدامهم ليبيا نظرا لظروف اهاليهم السياسية و لكم يشتاقون للقاء الاهل و الاحباب و اللعب مع اصدقاء جدد يحملون نفس الهم و نفس المصير: الاوهو رحيل القذافي و سنينه العجاف.
أم العبادلة
07/07/2011
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
lailaelhoni_68@yahoo.com, blaila89@hotmail.co.uk