مر على تحرير ليبيا من المردوم معمر القذافي

الخميس، أكتوبر 20، 2011

موت غبي كصاحبه .. بقلم/ الأستاذ محمود السوكني

( موت غبي كصاحبه )

بقلم/ الأستاذ محمود السوكني

شن فيه؟! تساؤل للطاغية يوحي بغباء صاحبه ، وذلك عندما فوجيء بمن يجذبه من يده ليخرجه من التجويف الذي لاذ به مختبئا من مطارديه . لا تصل مدارك هذا الحاكم المأفون الى تصور هذة النهاية المحتمة لحكمه الممتد لأكثر من اربعة عقود كانت وبالا على البشرية ولا اقول ليبيا وحدها . كان يعتقد أنه سيحكم القارة السمراء بأسرها عندما افلح في إقناع حكامها بتأسيس الإتحاد الإفريقي ،وكم إستاء لعدم التجديد له في رئاسة الإتحاد الإفريقي (!) وهي سابقة لم تحدث في السابق ولكنه كان يريدها إستثناء يختص به دون غيره من الحكام . كان مفتونا بمظاهر العظمة التي تحاط به حتى أنه وهو الثائر الذي أطاح بالملكية الرجعية حسب زعمه سعى بمال شعبه المحروم من ابسط ضرورات الحياة الى أن ينصِب نفسه ملكا لملوك أفريقيا رغم انها صفة غير ذات بال ولا تعني الشيء الكثير !
اوهم نفسه - ولغباءه صدَقها - بأنه القائد الذي لا نظيرله ، وهو المفكر الذي شغل الناس بفكره الخلاق ، وهو الفيلسوف الذي يسبر اغوار المجهول ويستشرف ما تعجز عن كنهه عقول البشر، ولشدة حماقته لم يكتف بإزدراء شعبه وتهميشه بل تجاوز ذلك الى مناكفة المجتمع الدولي بأسره عندما حانت الفرصة التي كان ينتظرها منذ اربعة عقود بإعتلاء منصة الخطابة في الجمعية العامة للأمم المتحدة إذ قام في خطاب ممل ومستفز بتمزيق ميثاقها الذي صاغته بعد حربين عالميين ، ولم يكتف بذلك بل إستغل وجود المندوب الليبي رئيسا للجمعية في تلك الدورة المشئومة ، فقام بوقاحة لا يحسد عليها برمي الميثاق عليه وعلى من جاوره !! كان يمكن لهذا المعتوه أن يستغل طيبة شعبه الذي لا يهتم مواطنوه كثيرا بالمناصب ولا يحفلون بمن يحكم في إطالة امد حكمه ، إذا ما صان كرامتهم وتولى امورهم بما يرضي الله وانصفهم فيما رزقهم المولى واعطاهم ، واحترم عقولهم ، وحفظ لهم حقوقهم ، لكنه استخف بالرعية وسلبها حقوقها واهدر كرامتها وقضى على أعداد غفيرة من ابناءها واضاع رزقها وبدده لإرضاء شهواته وتسديد تكاليف تطلعاته واحلامه التي لا تنتهي ولا يعقل أن تتحقق لغرابتها وشذوذها .
كان يمكن لهذا المجنون أن ينهي فترة حكمه البغيض على نحو يحفظ له بعضا من ماء الوجه لو ادعن لمطالب الثوار وإستجاب لحكم التاريخ وتخلى عن نرجسيته وإنحاز للثوار مرددا كذبته التي صدَقها من كثرة ما تفوَه بها وهي أنه ليس حاكما ولا رئيسا ولا ملكا ، وأنه قد منحنا حكم أنفسنا بأنفسنا ، ونحن من اختار ولاتنا ، ونحن – لسوء إختياراتنا – من يسأل عن ادائهم !!
كان يمكن له أن يستجيب للعرض المغري الذي قدِمه المجلس الوطني الإنتقالي في البدايات بترك الحكم والرحيل بمن يرغب دون مقاضاته ! لكنه لفرط غباءه إستهان بالأمر وسخر ممن يعرضه وكذب على نفسه وعلى من يسمعه قائلأ بمنتهى الثقة : ( انا شعبي يحبني ويموت في سبيل حمايتي ) !! وبقدر ما ساءنا ذلك العرض المفرط في إنسانيته ، بقدر ما اسعدنا رفض الطاغية له وإن تكبَد الوطن المزيد من سفك الدماء الزكية التي لا تعوض . ولكم أن تتصوروا لو أن الطاغية قبل العرض ورحل ، فهل كنَا الا مصدرين المصائب خارج الوطن تؤذيه وتؤذينا على مر الزمان !
لكم كنت اتمنى أن يقبض الثوار الأشاوش على طاغوت العصر حيا حتى تشفي النفوس منه بإذاقته بعضا مما اذاقنا بؤسا وحرمانا وتحقيرا وإهدارا للكرامة .
كنت اتمنى أن اراه مكبلا بالاصفاد ، منكسا للرأس ، ذليلا لا يقوى على رفع رأسه عاليا كما كان يفعل امام الجميع وباطن قدمه تصافح وجوه من يلتقيهم دون حياء ولا خجل .
كنت اتمنى ان اشاهده في قفص الإتهام يجيب على الاف الأسئلة التي تدور في اذهاننا جميعا .
كنت اتمنى ان اقابله حيا لاسأله : لماذا فعلت بنا كل هذا الظلم ونحن من خرج مصفقا ومرحبا ومستبشرا بعهد من الرخاء في ذلك اليوم المشئوم من عام 69 ؟!
كنت اتمنى .. ولكن غباءه قتله ولم يمهله حتى أراه ، فيا لها من نهاية مأساوية تفضي الى جهنم التي تنبأ يوما بالفرار اليها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

lailaelhoni_68@yahoo.com, blaila89@hotmail.co.uk