مر على تحرير ليبيا من المردوم معمر القذافي

الخميس، يونيو 07، 2012

تخيلوا معي ... لو كان جسم الإنسان هــو الوطـــن!!!

تخيلوا معي ... لو كان جسم الإنسان هــو الوطـــن!!!


ملاحظة: قبل البدء في سرد ما أريد سرده ... يجب التنويه بان هذه الرواية ليست من أفكاري بل يقال ان أصلها "مثل انجليزي" ولكن طريقة السرد هي من تأليفي يعني ليلى الهوني – خاصة (*)
كما أود أن التمس منكم العذر على (صراحة) ما سأسرده ولكن للضرورة أحكام

يحكى أن في هذا العصر والأوان في هذا الوقت دون سابق العصور والأزمان .. أن أعضاء جسم الانسان ومكوناته الفسيولوجية قد تصارعت ذات مرة على من يحكم ويتحكم بهذا الجسد البشري الذاهب إلى زوال، يعني من يكون (المدير) عليه فوقفت السيدتان المحترمتان العروق والشرايين وقالت كل واحدة على حدا، أنا هي الحاكمة والسيدة والمديرة على هذا الجسم فلولا وجودي وسريان الدم بي ما كان لهذا الإنسان أن يعيش في هذه الحياة لحظة ... استوقفهما القلب معترضا قائلا لهما بصوت رخم اصمتا يا شبيهات الأفاعي والله إنكما لن تستطيعا إحياء هذا الإنسان وحدكما دون اللجوء إلي لاساعدكما في ضخ هذا الدم اللتان تتجملان علينا به، فانا القلب وانا هو الأحق بهذه السلطة وهذه المكانة وهذه الإدارة وهذا الحكم، اثناء هذا الحوار كان الرأس وما يحمله ويتبعه من عناصر ومكونات عظيمة يتابعون ويضحكون عن القلب والشرايين والعروق بتكبر، ثم لم يحتمل اكثر من استمرار هذا النقاش فصرخ في وجههم قائلا لهم اصمتوا جميعاً فانا هو الحاكم في جسم هذا الانسان، وانا هو العقل المدبر فيه والمدير ولا يمكن لهذا الجسد ان يخطو خطوة واحدة اذا توقفت عن اداء وظائفي المهمة به .. ثم ما هي الا لحظات وبدأت الأصوات تتعالى من كل جهة من باقي اعضاء الجسم (الرقبة والمعدة الكبد والبنكرياس والرئتان والأرجل واليدان والظهرو.. الخ) وكل جزء منهم صار يحتج ويزايد عن الآخر بطريقته ويتحدث عن دوره المهم الذي يقوم به في جسم الانسان، وبأنه هو الاحق من اي عضو اخر ليتبوء منصب المدير والحاكم في ذلك الجسم، وما هي الا لحظات حتى خرج صوت خافت يكاد لا يسمع البتة من بين تلك الأصوات المتصارعة و المتلهفة على نيل ذلك الكرسي .. يقول ذلك الصوت هامساً خجولاً انا هي المديرة انا هي المديرة ... فالتفت الجميع فإذا بهم يتفأجاون بان ذلك الصوت كان من تلك المنطقة النائية ألا وهي فتحة الشرج (أكرمكم الله) فصرخ الجميع مستهزئون مشمئزون متقززون وفي نبرة واحدة حادة وبطريقة السؤال و "التقفقف" قالوا: انتِ المديرة!؟ وبدأ كل واحد يعبر عن رأيه واستيائه من تلك "العضوه" وينعتونها بألفاظ بذيئة والعياذ بالله وكلمات لا ترتقي إلى مستوى الأدب، فما كان منها الا ان سكتت (طايحة السعد) ولم تناقشهم فيما وصفها به الأخرون ولم تدخل معهم في اي جدال، ولكن وللأمانة والحقيقة كانت قد تألمت كثيرا لما وصل اليه حال اعضاء الجسم من تدني واضح في الأخلاقيات والسلوكيات والأساليب الفظة، وأدركت جيداً ان السعي وراء السلطة وكسب الكراسي يفقد العضو الكثير من حجم الاحترام لنفسه وللآخرين من حوله، فقررت ان تتوقف عن دورها التي كانت تقوم به في جسم الإنسان لانه كان من بين أسوأ الأسباب والأمور والمواصفات والنعوت التي تلقتها من رفاقها كونها لا تؤدي وظيفة غير تلك الوظيفة، التي حقاً تدعو إلى الاشمئزاز والتي اشعرتها بانها لا تساوي أهميتها ذرة (...) من باقي المهام المفيدة التي تقوم بها باقي أعضاء الجسم .. فاستمرت في احتجاجها في صمت
اليوم الاول الانسان يأكل عن طريق الالتقاط باليد، والتذوق بالحواس، ويمضغ الاكل بالفم والأسنان، وتذهب الفائدة للدم ويتغذى القلب وتهضم المعدة .. ثم يأتي دورها فتتوقف عن اداء مهامها احتجاجا على تلك الإهانات التي تلقتها من زملائها ورفاقها، مر اليوم الثاني، ثم الثالث، والرابع فالخامس، اكمل ذلك الانسان الاسبوع، و(المنكوبة) مازالت محتجة ولا تريد ان تقوم بوظيفتها الطبيعية
ماذا حدث هنا!؟
مسكين جسم الانسان لم يعد يتحمل وكل يوم يزداد أمره سوءاً وبدأ ينهار تدريجياً إلى ان صار طريح الفراش، لا أكل ولا شرب ولا فم يستخدم ولا أسنان تأكل وتمضغ، ولا معدة تجد ما تهضم واليدان لا يستطيعان الحركة، والشرايين أصابها هبوط في الدم والقلب ضعفت نبضاته، الرئيتان ضاقت أنفاسهم، والظهر والأرجل ليس لديهم المقدرة على الوقوف والتحرك، وفجأة بصرخة واحدة ومن شدة ما صار يعانيه ذلك الانسان وبصوت عالي هتفوا لها ( .....ي وانتِ المديرة) عندئذا قامت (.......) بدورها وارتاح الانسان وعادت إليه الحياة من جديد

و تمت الحكاية وزوت الزواية

مرة أخرى .. مع خالص اعتذاري للجميع على (صراحة) ما رويته لكم .. ولكن في كثير من الاحيان نجذ أنفسنا في حاجة لسرد مثل هذه الروايات والقصص، لنذكر انفسنا والآخرين بفظاعة الأخطاء التي نرتكبها، عندما نطمع في تبوء الكراسي والمناصب فقط لأجل كسب مصالحنا، متناسين ان هذه المناصب في كثير من الأحيان لا تعدوا كونها (فتحة شرج) يتنفس بها جسم الانسان (الوطن)
كما يجب ان لا ننسى ان هذه المناصب والكراسي ما وجدت الا لتَخدم – بفتح التاء - الموطن العادي البسيط، لا لكي تُخدم – بضم التاء - المواطن العادي البسيط
*************
(*) سؤال بالله عليكم وعلى رحمة والديكم .. خطرها على (ليلى الهوني - خاصة) غيرتوا طارقات السيارات ومازال مكتوب عليهم 5/ الجماهيرية!!؟؟؟
*******************

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

lailaelhoni_68@yahoo.com, blaila89@hotmail.co.uk