مر على تحرير ليبيا من المردوم معمر القذافي

الاثنين، يونيو 11، 2012

خربشة ليلية

خربشـة على صفحــات أحــزاني



لا أظن بان هناك إنسان عاقل في هذه الدنيا يحب أن يكون مشهورا، لأن وحسب تصوري وما أراه أن هذه الشهرة أمر كريه ومقيت وبغيض، فهو مؤكد سيبعد الذي ينال تلك الشهرة كثيراً عن واقعه ويفقده - بدون أن يدري - أعز ناسه وأغلى أصدقاءه، فإذا بحثنا جيدا في "أوراق" أشخاص نالوا المجد والشهرة بعد سنوات من التهميش والتجهيل بل وربما التحقير أيضاً، فأننا سنجد بل سنتفاجئ بأن جميع هؤلاء المشاهير رغم كل ما عانوه في تلك الايام او السنوات الغابرة، كان بالنسبة لهم في يوماً ما ماضٍ بسيط وسعيد وهادئ وجميل، يخلو من جميع مظاهر الغرور والبهرجة والإستعراض والآنفة وحب الذات و.. و.. و الخ.
ولكن عندما انقلبت بهم الموازين بين ليلة وضحاها ونالوا تلك الشهرة الملعونة وذلك المجد الخادع، صدموا أهلهم وأحبائهم وجميع الناس من حولهم بحالة التغيير التي طرأت عليهم فجأة، وخصوصا عندما أخذتهم هذه الشهرة وهذا المجد وهذا الظهور إلى ما هو أسوأ من ذلك، كـشعورهم بان ماضيهم بكل ما يحمله من خليط لذكريات سعيدة ومؤلمة مع هؤلاء الناس لم يعد يناسبهم، بل صار يشكل عبأً ثقيلا عليهم ويضايقهم ولا يرضيهم، فإذا بنا نجدهم يحاولون الهروب من ذلك الماضي بكل أناسه وذكرياته وكل ما تحمله هذه الذكريات من مواقف محرجة ومحزنة أو مواقف ظريفة ومفرحة، ويختلقون لهذا الهروب وهذا الابتعاد بدل العذر المئات من الأعذار، لا لشيء فقط لكي يعطوا لأنفسهم الأسباب والمبررات لمقاطعة والبعد عن هؤلاء الناس، وقد يكونوا هؤلاء الناس الذين كانوا جزءاً من ماضيهم ليسوا بهذه الدرجة من السوء معهم او حتى مع غيرهم، ولكن يكفي ان اولائك المشاهير "أنفسهم" لم يعودوا كما كانوا يتحملون وجود هؤلاء أشخاص (الماضي) قربهم.
لأنهم وبكل بساطة وسواء كان هذا بقصد او بغير قصد، سيذكرونهم بماضيهم الذي صار بالنسبة لهم شيئاً مخزي ولا يشرفهم، وصاروا يكرهونه ويتمنون محوه من ذاكرتهم ونسيانه بالكامل
صحيح انها مأساة بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى ولا يشعر بها ويتألم منها الا من عاشها ومر بها
ادعو الله أن لا انال تلك الشهرة يوماً ولا أكون من أشخاص الماضي لمشاهير
كانت هذه الكلمات
خربشة ليلية (نسبة إلى ليلى)
نابعة من "برادة" قلب
**********
ليلى الهوني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

lailaelhoni_68@yahoo.com, blaila89@hotmail.co.uk