بيان صادر عن قبيلة البراعصة

بيان صادر عن قبيلة البراعصة

بسم الله الرحمن الرحيم

وبه نستعين والصلاة والسلام على أشرف خلق الله المبعوث للناس كافة ليخرجهم من دياجير ظلام الجاهلية إلي فسيح نور الإسلام ، والمجد والخلود لشهداء ليبيا الغالية الذين وهبوا أعز ما وُهبوا لصون الأرض والعرض وبعد

فإنه بعد تضحيات شعبنا العظيم الجِسام ابتغينا جميعاً بناء الدولة ، ونحن على يقين بأن الدماء الزكية الطاهرة التي روت أرض بلادنا الحبيبة سينتصر لها رب الكون والبرية ، خاصةً وان تضحياتنا امتداد موروث لتاريخ مجيد محفور في عقل ولب كل ليبي حر ، وما كان ليكون لولا تكاتف وتعاضد وتماسك لحمتنا الوطنية المشكلة لكافة اطياف مجتمعنا الذي من عليه الله تعالى بشريعةٍ سمحةٍ قوامها الاسلام قال تعالى﴿ يأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير ﴾صدق الله العظيم.

ولأن روعة الوسيلة هي ما يُقاس بها نبل الغاية فقد حزمنا جميعاً أمرنا على دفع بعضنا البعض لتحقيق الغاية المرجوة التي سعينا من أجلها ألا وهي تأسيس دولتنا العظيمة ، فرفعنا أرواحنا واجسادنا على أكفنا لنخطو أولى الدرجات على سلم الديمقراطية ، بانتخاب أعضاء المؤتمر الوطني العام ، الذي يقود البلاد في نهاية المرحلة الانتقالية إلي كيان دولة مدنية ديمقراطية يسودها الحق والعدل ، آمن فيها كل حيً على روحه وعرضه وماله.

وفي غمار استعدادنا لخوض معركة مصيرية أخرى من تاريخنا المضيء ، حدد لها يوم السبت الموافق 07/07/2012م امتدت يد الغدر والخيانة في محاولة منها للنيل من استحقاقنا الانتخابي ، زف إلينا نبأ استشهاد أبن ليبيا المغفور له بإذن الله تعالى

﴿الشهيد المهندس عبدالله حسين عبدالله الجويفي البرعصي﴾

الذي انتقل إلي رحمة الله تعالى يوم الجمعة الموافق 06/07/2012م ، أثناء تأديته لواجبه الوطني ، عندما كان ونسور الجو الليبيون يقومون مع غيرهم من إخوانهم بتنظيم العملية الانتخابية بدائرة مدينة بنغازي ( الدائرة الثالثة) إثر إطلاق ناري وجه إلي الطائرة العمودية التي كان يستقلها ورفاقه ، من يدٍ آثمة خسيسة قاصدة إفساد فرحة الليبيين الذين استعدوا لها عند تحرير البلاد فكان أول شهداء الديمقراطية في ليبيا عبر تاريخها المجيد.

ولما كان الشهيد سليل شهيد حُفر اسمه في تاريخ ليبيا بمداد من نور ، كان قد قاوم الاستعمار الإيطالي فور وصوله لشواطئنا الطاهرة المغفور له بإذن الله تعالى ﴿الشهيد حسين الجويفي﴾ رحمه الله ينحدر من قبيلة البراعصة أحد أطياف مجتمعنا الطيب الودود ، فقد أُعِد هذا البيان لتوضيح الآتي:

أن المصاب جلل، والموقف عصيب، والخيار صعب، وبلادنا الحبيبة ليبيا في مفترق طرق ، فصبرٌ جميل والله المستعان

نُعلن نحن أبناء هذا الوطن الغالي، المنتمون إلي قبيلة البراعصة الذين قدمنا أول شهداء ثورة السابع عشر من فبراير ثم تلى ذلك تقديمنا لباكورة شهداء مدينتنا بنغازي مع استعدادنا لتقديم قوافل من الشهداء لصون ما أريقت من اجله الدماء الطاهرة ، نعلن لكافة أبناء شعبنا في ليبيا ولغيرهم ونحن نحتسب أمرنا لله سبحانه وتعالى أننا مع اللحمة الوطنية الرائعة التي سطرها الليبيون في السابع عشر من فبراير ، لا نتهم فيما أصابنا كائناً من كان ولم يصدر عنا في نفس الصدد تهديداً ولا وعيداً لاحد ، ونحن برآء مما يسطر في وسائل الإعلام مرئية كانت او مسموعة او إلكترونية ، وقد حسمنا أمرنا بعد نقاش وجدال وصراع مع انفسنا الاحتكام إلي القانون الذي نسعى به إلي سواد الحق على هذه الأرض، غير أننا في الجانب الآخر سنسعى جاهدين وبإصرار وعزم وحزم إلي إظهار الحقيقة ، وسنلاحق كل من سولت له نفسه ارتكاب هذا الفعل البشع الدنيء فاعلاً أو شريكاً بالاتفاق أو المساعدة او التحريض بكل الوسائل القانونية المتاحة ليقتص منه الليبيون قضاءً وعُرفاً.

أسكن الله العلي القدير شهداء ليبيا الأبرار في عليين مع الانبياء والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا وآخر دعوانا أن الحمد لله ربِ العالمين

﴿والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته﴾

*****************