مر على تحرير ليبيا من المردوم معمر القذافي

الجمعة، سبتمبر 11، 2009

واحد + واحد = اثنان بقلم/ ليلى أحمد الهوني

واحد + واحد = اثنان

بقلم/ ليلى أحمد الهوني

في نهاية السبعينيات وبداية الثمانينيات من القرن الماضي، ونتيجة للفقر الذي أصاب الشعب الليبي في ظل حكم القذافي، انتشرت الفكاهة "النكتة" بينهم، وصاروا يؤلفون النكت باستمرار، وأذكر أننا قد سمعنا في ذلك الوقت، بأن الرئيس المصري الراحل "السادات" قالوا له الشعب الليبي أصبح "ينكت" فأجاب "يبقى جوعهم ابن الكلب"، والحقيقة لا أعرف صحة هذه الكلمات، ولكن كنا نحكيها فيما بيننا في ذلك الوقت.

ومن بين النكت التي قيلت في ذلك الوقت، أن ليبي تخاصم مع عامل باكستاني، ومن شدة غضب الباكستاني من الليبي، قال له "انتوا يا ليبيين تبوا عشرة قذافي موش واحد"، وحتى لا يضيع هذا المقال في النكت التي ألفها الليبيين، تحت الضغط والجوع والفقر والظلم والاضطهاد، و"ضيقة الخاطر و"الخلوق"، سأحاول الدخول في موضوع المقالة، من خلال الأسطر القادمة.

في ظل هيمنة القذافي الطويلة على السلطة، استسلم الكثيرين لهذا الوضع، على أمل أن يفرجها الله من حيث لا يعلمون، وأصيب آخرون بالإحباط، وفقدوا الأمل في التغيير، غير أن ظهور"سيف الإسلام" الابن الثاني للقذافي، فجأة على الساحة السياسية في ليبيا، أعطى بعض الأمل لمجموعة بسيطة من الشعب الليبي في إمكانية حدوث تغيير ولو بسيط، يسمح ويمنح للمواطنين ببعض الحرية، كما أن المتتبع للأحداث يشعر للوهلة الأولى وكأن "سيف" هذا، استطاع حقاً أن يدغدغ مشاعر وطموحات الليبيين، عن طريق الشعارات الإصلاحية التي رفعها، وتعهد بتحقيقها في فترة زمنية وجيزة.

وقد اعتقد الكثير من الليبيين في البداية، أن الصدام بين من يرفعون شعارات إصلاحات سيف، وبين ممن يطلقون على أنفسهم الثوريين قادم لا محالة، وخاصة بعد أن أخذت بعض وسائل الإعلام تروج لسيف، وتهاجم القوى"الثورية" على حد تعبيرهم وتنتقد تصرفاتها وسلوكياتها، وتحملها الكثير من أخطاء "الثورة"، ليقوم الفريق الأخر بالرد على إتباع سيف، وتمضى هذه اللعبة السياسية نحو سنتين، ليكتشف الليبيين تدريجياً، إن الابن نسخة من أبيه و لا فرق بينهما، وان اختلفت الأساليب والطرق التي يتبعها كل طرف منهما.

المشكلة اليوم، وهذه هي موضوع مقالتي، أن الشعب الليبي أصبح أمام حاكمين، كل منهما يريد أن يدير البلاد بطريقته الخاصة، وعلى سبيل المثال القذافي مازال مصراً على الاحتفاظ بكل الأوراق في يديه، ولا يريد ولا يرغب في أحداث أي تغيير، حتى لو كان طفيفا لا في الأوضاع السياسية، ولا في الأوضاع الأمنية ولا في الأوضاع الإعلامية، ولا يريد التخلي عن أياً من عناصره، الذين خدموه وظلوا راضخين له طوال فترة حكمه، بما فيهم المجرمين، الذين ارتكبوا الكثير من الأخطاء الجسيمة، والجرائم البشعة في حق الشعب الليبي، وبالتالي فالقذافي لم يسمح لابنه، من إجراء أي تعديلات أو تغييرات، من شأنها قد تصل بالضرر لهؤلاء، الأمر الذي حتما سيزعزع طريقة حكمه، أو قد يجبره على تغيير سير نظامه ولو قليلاً.

في حين أن "سيف" ظَل يرغب في ظِل ما هو موجود، وبدون المساس بمكانة أبيه ونظامه، في القيام ببعض الأعمال الدعائية، التي ربما تمكنه من كسب شعبية بين أفراد الشعب الليبي، وخاصة الشباب الجديد المتحمس، الذين لم يعيشوا فترة عنجهية القذافي، أو بعض الفئات المثقفة، الذين استسلموا و تناسوا، تلك الفترة الحالكة من حياة الشعب الليبي، وعلى هذا الأساس أطلق "سيف" وعوده التي يعتقد البعض بأنها قد ترفع من سقف حريات الكثير من الليبيين.إلا أن "سيف" نفسه، على يقين بأن هذا لن يحدث، لأنه لا يملك الأدوات ولا الصلاحيات، التي تمكنه من تحقيق هذه الوعود، ونرى وبكل وضوح أنه كلما حاول القيام بعمل ما، يجد من يقوم بعرقلة أعماله، وتصنيفها ضمن الأعمال المعادية "للثورة" و"للجماهيرية" ونظامها السياسي، وما إلى ذلك من التظاهر بعرقلة وإبطال كل مشاريعه الوهمية الموعودة.

كما أننا نرى بوضوح"سيف" وتخبطه المستمر، فمرة يخرج علينا ليوهمنا بأنه الرجل السياسي الأصلح لليبيا الغد، ثم وبعد أيام يخرج ليقول أنه قد أعتزل الحياة السياسية، ثم أيام ويخرج علينا ليوهمنا أنه رجل حقوقي، ويسعى لخلاص الشعب الليبي، وإعطاء الحلول المناسبة لجميع القضايا الداخلية والخارجية العالقة، ثم بعد فترة قصيرة تخرج بطريقة أو بأخرى بعض الشائعات المبرمجة، كإشاعة أنه سيعارض أبيه من الخارج وسيتخذ لندن مقراً له، ثم يخرج مرة أخرى وينكر وجود هذه الفكرة من أساسها، وغيرها من التصرفات الغير مسؤولة التي قام ويقوم بها "سيف" طيلة هذه السنوات، و التي من شأنها فقط خداع وبلبلة الرأي العام.

كل هذا يحدث على حساب من!!؟ كل هذا يحدث على حساب مستقبل الشعب الليبي، وكل هذا يحدث للعب بأعصاب الشعب الليبي، وكل هذا يزيد يومياً، من حجم ألآم وطمس آمال وأحلام وتحطيم مستقبل وطموحات الشعب الليبي، فالشعب الليبي اليوم أصبح كالكرة في مباراة كرة قدم فاشلة بين القذافي وأبنه، هذا يرمي وهذا يرد، وكليهما يريد أن يصيب الهدف لصالحه، ونتيجة لهذه التصرفات والسلوكيات بين القذافي وأبنه "سيف"، أصبح حال أهلنا وأبناء شعبنا في داخل الوطن، يشعرنا ويؤكد لنا، بأن دعاء ذلك العامل الباكستاني قد استجاب، وبدلاً من أن يحكمنا قذافي واحد، ها هو الشعب الليبي اليوم تحت حاكمان قذافيان، هذا ناهيك عن من يحكم من عائلة القذافي من خلف الستار، و بذلك نكون قد وصلنا إلى "عشرة" قذافي.
***************

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

lailaelhoni_68@yahoo.com, blaila89@hotmail.co.uk