مر على تحرير ليبيا من المردوم معمر القذافي

السبت، مارس 19، 2011

الجماهيرية الدكتاتورية بقبضة حديدية... بقلم: م/ عمـــر

الجماهيرية الدكتاتورية بقبضة حديدية ..
هذا ما كان من اعتى دكتاتوريات هذا الزمان

بقلم: م/ عمــــــر

الجماهيرية الدكتاتورية تنكر قيمة الشخصية الفردية, فالفرد ليس غرض تلك الجماهيرية، ولكنه خادمها، وواجباته تجاهها تأتي قبل حقوقه الشخصية، فحياته مند الشباب تحت تصرفها، وأمواله يجب أن تدار بالشكل الذي يتفق مع الصالح العام لتوجهات اللجان الثورية، وبمفهوم عام حسبما يرى الدكتاتور!.
كما أن الجماهيرية الدكتاتورية تلغي الحرية الفردية، وتخضع كل أنواع النشاط الفردي لرقابتها، فحرية الفكر والكلام لا وجود لها، وحرية التعليم مقضي عليها.
بمعنى أن الجماهيرية الدكتاتورية هي التي تدير التعليم، وتجعله متفقا مع مبادئ وروح النظام الدكتاتوري، وكذلك الحال بالنسبة للصحافة التي هي في غالب الأحيان احتكار في يد الجماهيرية الدكتاتورية.
وبعد، فدائما حرية الكلام والاجتماع ممقوتة, فهي غير مسموحة للخصوم، ولاسيما للجماعات الكبيرة العدد ولا يقف الأمر عند هدا الحد في التضييق، بل لا يسمح بوجود لا مركزية سياسية أو أدارية، فالأعضاء المصعدون يجب أن تتماشى أفكارهم وأفكار الدكتاتور ويخضعون لرقابة متتابعة.
فدكتاتور الجماهيرية يسعى لمد سلطانه على الأفراد، ولا يسمح أن يكون بينه وبينهم وسيط .. وبعد فهدا يبدو أن لا غرابة أن الجماهيرية الدكتاتورية لا تسمح بوجود أكثر من حزب (حزب اللجان الثورية)، هدا الحزب هو السند الذي يعتمد عليه الدكتاتور في تنفيذ سياسته، وهدا الحزب ليس قوة موجهة ضد الجماهيرية الدكتاتورية، ولكنه على العكس من هدا فهو مندمج فيها وممتد في كافة أجزائها، فجميع الموظفين حتى القضائيين خاضعون للحزب، ويأتمرون بأوامره، الأمر الذي يجعل الكلام عن فصل السلطات لا محل له وإن وضع على طاولة الحوار، فهو نوع من المماطلة وكسب الوقت، وإرضاء المعارضة بوعود كاذبة لا يمكن تحقيقها بأي حال من الأحوال.
كما أننا نلاحظ أن دكتاتور الجماهيرية كان مضطر إلى أن يطبق ما يسمونه بسياسة العزة والكرامة، فمن أجل أن يعوض الشعب عن حريته المفقودة ولكي يخفف عنه الضغط الذي يباشره على كافة نواحي نشاطه، فهو يقبل بالتضحيات (في نظره) باستمرار، وعلى العموم لكي يحتفظ الدكتاتور برضا الشعب يلجأ إلى أتخاد سياسة مبنية على الجرأة والمخاطرة، حتى يحقق نصرا مزعوما وراء كل نصر مزعوم، وهدا ما يجعل نظام الدكتاتور معرض للانهيار عاجلا أو أجلا، وهدا هو نتيجة المخاطرات المستمرة، والإقدام على أعمال قد تفوق مقدرة المغامر حتى ولو كان باستخدام القوة المفرطة ضد شعب أعزل مستعد للتضحية و يسعى للوصول للحرية لبناء دولة ديمقراطية .
ومن الثابت علميا أن تصرفات الفرد وما يخالجه من النزعات تختلف حسبما إدا كان منفردا، أو مندمجا في الجماعة، فمن دلك نجد في هده الظاهرة الأساس الذي أرتكز عليه دكتاتور الجماهيرية الليبية، فهو يعرف كيف يقود الجماعة بخبث، من خلال خطبه الشعبية، لتحقيق أماني الجماعة التي يعيش فيها، فهو يتقدم إليها بمبدأ أو سياسة يقبلها الجميع، أو الجزء الأكبر من الشعب والدي يسعى جاهدا أن يجعله ضمن حزبه الوحيد، فلا يلبث أن يؤمن برسالته بعض الأفراد تحت تأثير التقليد ثم ينظم غيرهم إليهم، فلا يلبث تأثير الجماعة أن يظهر فتفرض أرائها على الفرد، إذ من المعلوم كما بينا أن الفرد في الجماعة يفقد سيطرته على أرادته، بمعنى أن الشخصية الخاصة بكل فرد في الجماعة تنحل وتسيطر روح جماعية على الأفراد، تجعلهم لا يملكون من أنفسهم شيئا، ومن وراء الجماعة يد الدكتاتور، تلك اليد التي توجه الجماعة من خلال الصحافة والتلفزيون والراديو والكتب المدرسية وكلها تستعمل لنشر الدعاية للدكتاتور وسياسته في جميع أنحاء البلاد، هدا وفي كثرة تكرار صيغ رسمية خاصة، وكذلك الهتاف بهتافات وأغاني معينة، وحمل شارات وشعارات، وارتداء أزياء تؤيد تلك الشارات من قبل الدكتاتور، كل هدا وغيره من شأنه أن يخلق حالة روحية وعقلية، تدفع الأفراد إلى تأييد الزعيم الدكتاتور تأييدا لا يقبل المناقشة، هدا فضلا للخطابات النارية التي يلقيها الدكتاتور، وحيث ترى أشاراته وحركاته البالغة حد الإتقان، كل دلك من شأنه أن يخلق شعورا جماعيا هائلا، تفنى فيه شخصية الفرد، فينساق وراء الزعيم في حماس هائل، والحق إنه من الصعب على أرادة الفرد أن تتخلص من تأثير الجو الجماعي الذي تخلقه الدكتاتورية الجماهيرية، بالإضافة إلى القمع المستمر لكل الأصوات التي تعارض الدكتاتور وجماهيريته .
في هده الظاهرة ومن خلال ما ذكر... ظاهرة كون الفرد وهو في الجماعة غيره وهو منفصل عنها نجد أساس الدكتاتورية، ونفهم كيف يتم خضوع الملايين من الأفراد لشخص واحد ، يحكم الجماهيرية الدكتاتورية، بقبضة حديدية .. هدا ما كان من أعتى دكتاتوريات هدا الزمان .
************
م : عمر - ليبيا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

lailaelhoni_68@yahoo.com, blaila89@hotmail.co.uk