مر على تحرير ليبيا من المردوم معمر القذافي

الأربعاء، يونيو 22، 2011

ما الذي يحدث في ليبيا اليوم..!؟ بقلم/ ليلى الهوني

ما الذي يحدث في ليبيا اليوم..!؟

بقلم/ ليلى أحمد الهوني

سؤالي هذا قد يفسره البعض بأنه سؤال اعتراضي، وقد يظهر للبعض الأخر بأنه سؤال افتراضي، تعود عليه الكاتب ويستخدمه عادة لفهم أومعرفة أمر ما صعب عليه فهمه، وحتى لا أطيل في شرح القصد من وراء سؤالي فأن المفهوم الحقيقي لهذا السؤال، هو رغبتي في توصيل وشرح ما أراه يحدث اليوم في وطني ليبيا الثائرة.
إن ثورة السابع عشر من فبراير المباركة والمجيدة، بحمدالله وبفضله قد تحققت أهدافها التي قامت من أجلها، وما عاد لدينا أي أدنى شك في ذلك، وهو كسر حاجز الخوف الذي سيطر على الشعب الليبي لمدة طويلة تزيد عن اربعة عقود، وأنا شخصيا أعتبر اليوم أن ثورتنا العظيمة قد نجحت نجاح فعلي بعونٍ من الله أولاً، وبدماء شهدائنا الأبرار ثانياً، وبعزيمة وإرادة ثوارنا(1) الأحرار ثالثاً.
أما ما نراه يحدث اليوم فهو ليس جزء من الثورة كما يظنه الكثيرون من شعوب العالم، أو كما تصفه العديد من وسائل الأعلام بمختلف توجهاتها، بل أننا ما نراه اليوم هو ما يطلق عليه عادة مرحلة ما بعد الثورة، وخصوصاً عندما تكون ثورة شعبية حقيقية، قامت ضد نظام دكتاتوري وفاشي كنظام المجرم معمر القذافي، وفي الحقيقة فأن هذه المرحلة تعد من المراحل المهمة للثورة، وربما تصل درجة أهميتها أكثر من أهمية قيام الثورة نفسها.
فإن المتتبع لتاريخ الثورات سيكتشف أنها كاللزمة واكبت معظم الثورات، التي قامت في هذا الكون منذ زمنا بعيد، وعادة ما يكون وقوعها هو لأجل الحفاظ على الثورة من مفسديها والملتفين عليها، وضمانا لاستمرار نجاحها ولتنقيتها من بعض الشوائب التي قد تخرب عليها نجاحها، أو بالأحرى لأكتمال صورتها الحقيقية والطبيعية، فالأمر وكما ذكرت قبل قليل وللتأكيد، إن ما نرأه ايحدث ليوم في ليبيا ما هو إلا حالة ما بعد الثورة.
يروج البعض- لأسباب غير معلومة - لفكرة أن الثورة قد قامت فقط في شرق ليبيا، أما غربها فلم تقم فيه ثورة ولم يتحرر بعد. إن هذا الكلام الذي يقال حول شرق وغرب ماهو إلا هراء، فمتى كانت ليبيا بالنسبة لشرفائها وأحرارها شرق وغرب!؟. وحتى أذكركم وأذكر نفسي قبلكم، بأن هذا الكلام الغير مسؤول والغير منطقي والذي يدعو في باطنه وخارجه إلى العنصرية والجهوية، هو كلام ومنطق كان ولا يزال عمل وأصرعليه طاغية ليبيا المهزوم لمدة 42 عاماً، ذلك الطاغية الذي أسقطناه لتونا في ثورتنا المباركة.
إن هذا الكلام الجهوي والقبلي الغبي، الذي عمل ويعمل عليه نظام القذافي جاهدا طيلة سنوات حكمه ليزرعه فينا، يجب علينا اليوم وفي ظل انتصار ثورة السابع عشر من فبراير أن نطمسه بالكامل ولا نسمح بالترويج له ويجب أن لا ينطلي علينا من جديد، فـليبيا هي ليبيا وسواء قامت ثورتها وأنطلقت شرارتها في الشرق أم في الغرب لا يهم، وكل ما يهمنا هو أنها قامت على أرض ليبيا، وأن الشعب الليبي في كل شبر من أرضنا الليبية الحبيبة، قد استنشق هواء الحرية بمجرد أن رأى علم استقلاله يرفرف فوق أرض ليبيا، وبمجرد أن سمع نشيدها وبمجرد أن هتف ثوارها بحياة ومجد ليبيا، وأطلقوا زغاريد النصر بهزيمة وعدم شرعية معمر القذافي طاغيها ومستبدها.
إذن لو كانت هذه الثورة وقد تحققت وأكتمل قمرها فما الذي يحدث في ليبيا اليوم!؟
إن المتتبع للشأن الليبي اليوم يدرك تمام الإدراك ويعرف تمام المعرفة، إن القذافي اليوم - وبحمد الله - قد أنتهى بالكامل ولم يعد في يده السيطرة والتحكم في ليبيا على الإطلاق(2)، ، كما أن أبناءه اليوم وحسب ما يقوله مقربون منهم هم في حالة تخبط – فوق العادة - وإن أمورهم من سئ إلى أسوأ.
أما حول ما نرأه اليوم من قتل وانتهاكات وقصف للمدنيين من قبل عصابات القذافي، الذين يطلق عليهم البعض بالكتائب الأمنية!! ماهي إلا تصرفات غوغائية شيطانية تقوم بها مجموعة من الطماعين والفساد والصيع والمرتزقة والشرذمة المنفلتين، الذين أمدهم زعيمهم القذافي، كل ما يملك من سلاح بأنواعه من رشاشات وراجمات ودبابات وقنابل ومدرعات ومدافع جراد، وذلك بقصد زعزعة الأمن وبث روح الفوضى في البلاد ولمحاربة وقتل الشعب الليبي، هؤلاء الذين تمكنوا وبواسطة سوء وغباء تصرفات القذافي، وبسبب أوامراه العدوانية والغير سوية، التي يصدرها عليهم بين الحين والأخر، من داخل جحوره التي يختبئ فيها، مع تمويلهم بمختلف قنينات (الفودكا) و"غنيمة" من (الحرابش)، وما يحدث في طبرنة باب العزيزية(3) كل ليلة ماهو إلا شاهد على كلامي هذا. كل هؤلاء "المردف" السفاحين الذين سبق ذكرهم هم الذين نراهم اليوم يضاعفون في تخريب البلاد، ويعيثون فيها جميع أنواع الفساد، ويقتلون بلا عقل ولا دين كل الأهالي والعباد، .
في مثل هذه الحالات وفي ظل هذه الانفلاتات الأمنية القائمة والتي نتجت عنها ممارسات إجرامية، يقومون بها هؤلاء العصابة المنتشرة بدون رادع، فنحن اليوم في حاجة ماسة للتكاثف مع بعضنا البعض، ولجمع ووحدة الصف الوطني، وفي الابتعاد وبكل الطرق عن أي حساسيات جانبية أو أي مزايدات فارغة، لم ولن تخدم القضية الوطنية، والأنتباه إلى والتركيز على كيفية أعداد العدة لمواجهة هؤلاء العصابة المنتشرة في ليبيا، كما أن ما يقوم به المجلس الوطني الانتقالي بقيادة السيد الموقر مصطفى عبد الجليل(4) من جهود فعالة ومستمرة، واعتزام المجلس على تشكيل قوة من الجيش الموحد والمنظم في الفترة الراهنة، وتخريج دفعات من الجيش المدرب، ولا ننسى أن نبارك قوة وعزيمة أبناء شعبنا من الثوار الليبيين الأحرار في كل المدن والمناطق الليبية المنتفضة ضد الظالم في ربوع ليبيانا الغالية، كل هذه الأمور تعد من أهم الخطوات الايجابية والسليمة، التي تحتاجها ليبيا في هذه المرحلة، وهي بدورها ستنقذ ليبيا وشعبها من حالة الفوضى وعدم الاستقرار، التي وضع القذافي بها ليبيا وشعبها اليوم.
أما مسألة وجود القذافي حي، وأختبأه في السراديب، وفي دور الرعايا، وتحت أبنية المستشفيات في العاصمة طرابلس، وعدم تمكن الثوار من الوصول إليه والقبض عليه، ومحاسبته والاقتصاص منه أو من أحد أبنائه، فالمسالة وكما نراها هي مسألة وقت، وأن المصير والمنظر التاريخي العظيم الذي رأينا عليه المقبور صدام حسين في الأمس القريب، وطريقة جره كالفأر من الحفرة سيكون للقذافي مثيلها، مع توقعي بزيادة عدد الحفر على عدد ما تبقى له من عائلة القذافي في داخل ليبيا.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) يحاول البعض أن يعطي صفة الثوار لبعض الأشخاص أو لفئة معينة من الليبيين والحقيقة أن صفة الثوار هي للشعب الليبي نفسه وخصوصا لليبيين الأكثر وطنية وحبا لليبيا.
(2) إن حالة الانشقاقات الأخيرة التي شهدناها لمقربين من القذافي دليلا واضحا على فقدانه التام للسيطرة على زمام الأمور.
(3) اليوم في طرابلس وفي معظم المدن الليبية المحاصرة لا يستطيعون الحصول على رواتبهم ويشترطون مجموعة من الشرذمة على المواطنين بأن من أراد أن ينتفع ويتحصل على المال ليعيش فليأتي لطبرنة باب العزيزية ويردح للقذافي لينعم بالمال الذي يريد.
(4) رأيي في المجلس الوطني والسيد مصطفى عبد الجليل المحترم كنت قد أبديته عبر مدونتي (ليبيا يا امنايا) منذ أول يوم وفي أكثر من مناسبة ولقاء كان قد أجري معي في بعض الصحف والمداخلات الصوتية عبر بعض وسائل الاعلام المهتمة بالشأن الليبي.

أ - رأيي حول إقامة حكومة مؤقتة

ب - الشروق أون لاين - الحكومة‭ ‬المؤقتة‭ ‬ببنغازي‭ ‬رادعة‭ ‬للقذافي‭ ‬

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

lailaelhoni_68@yahoo.com, blaila89@hotmail.co.uk