مر على تحرير ليبيا من المردوم معمر القذافي

الجمعة، يوليو 01، 2011

ما الذي تريده "روسيا" على وجه التحديد!؟ بقلم/ ليلى أحمد الهوني

ما الذي تريده "روسيا" على وجه التحديد!؟

بقلم/ ليلى أحمد الهوني

منذ أن قامت ثورة 17 فبراير المجيدة بفعل وإرادة الشعب الليبي الحر، والتفت بعض دول العالم الداعمة لرغبات المعارضة الليبية، وتحقيقاً لمتطلبات الشعب الليبي المشروعة، في تغيير نظام الحكم والقضاء على نظام القذافي الإستبدادي والدكتاتوري، منذ ذلك الحين ونحن نلاحظ أن روسيا التي تعتبر من أصدقاء المجرم معمر القذافي، تعارض كل القرارت التي تتخذ من قبل المجتمع الدولي، وخصوصا تلك التي تخدم مصالح الشعب الليبي الحر في تحقيق غاياته وطموحاته، بداية من قرار مجلس الأمن رقم 1973، والذي ينص على فرض حظر جوي لحماية المدنين الليبيين، مرورا بتدخل حلف "الناتو" في العمليات العسكرية التي تستهدف المراكز الإجرامية لمعمر القذافي ونظامه المتهالك، وصولاً إلى المساهمة - التي لا تتعارض مع قرار مجلس الأمن- والتي قامت بها مؤخراً فرنسا لمساعدة الثوار الليبيين، وذلك بتزويدهم ببعض الأسلحة الخفيفة، التي تمكن المحتجين من الثوار الليبيين للدفاع عن أنفسهم ضد عصابات القذافي، التي تهاجمهم بمختلف أنواع الأسلحة الثقيلة والممنوعة.

كل هذا الإعتراضات تحدث في وقت نرى فيه، بأن روسيا نفسها تتلاعب بأوراق خفية بينها وبين القذافي وعصابته ونظامه المتهاوي، فهي ولوقت قريب كانت المصدر الرئيسي الذي قام بتزويد القذافي ونظامه بكل أنواع الأسلحة، ومن جهة أخرى نراها تهب مسرعة بإرسال مبعوثيها لمدينة بنغازي "معقل الثوار الليبيين"، بقصد إنقاذ مواقفها المتخاذلة كلما شعرت بخطر أكيد يهدد مصالحها المستقبلية مع ليبيا، في حال تم انتصار الثوار الليبيين بإسقاط نظام القذافي. هذه المواقف المتذبذبة من روسيا وغير الواضحة بدأت جلية منذ إندلاع الثورة الليبية إلى يومنا هذا.

وحتى يكون الأمر أكثر وضوحاً، دعونا نلقي نظرة سريعة على بعض عناوين الأخبار التي توضح ردود الفعل الروسية حول القضية الليبية:-

- روسيا تتهم مجلس الأمن بالتسرع في اتخاذ القرار رقم 1973 الخاص بليبيا.
- البنتاغون: روسيا تمتنع عن التصويت ضد قرار فرض الحظر الجوي على ليبيا.
- الرئيس الروسي يؤكد مجددا أن روسيا لن تشارك في عمليات الناتو في ليبيا.
- روسيا التي تركت القرار يمر في مجلس الأمن تنادي اليوم بوقف العمليات العسكرية ضد نظام القذافي.
- روسيا تحذر: إرسال مستشارين عسكريين غربيين لثوار ليبيا مقدمة لعملية برية.
- روسيا منزعجة لعمليات الناتو بليبيا.
- روسيا تنتقد تسليح فرنسا ثوارَ ليبيا.

إذاً فهذه بعض العناوين والمواضيع والمقالات، التي نشرت على صفحات المواقع الإخبارية العربية والعالمية، وبعض الصحف الدولية، وكلها تشير - كما هو واضح لديكم - أن روسيا دائما في موقف المعارض، لأي إجراء من شأنه مساعدة توار ليبيا في محنتهم، وكل ما يتعرضون له من قصف بصواريخ الغراد "الروسية" وغيرها من قبل عصابات القذافي.

فما الذي تريده روسيا الآن على وجه التحديد!؟ وخصوصاً وإنها قد أعترفت على لسان مبعوث الرئيس الروسي إلى أفريقيا، السيد "ميخائيل مارغيلوف"، الذي زار مدينة بنغازي مؤخراً بأن القذافي قد فقد شرعيته، وبأن روسيا ستدعم حرية الشعب الليبي واستقلاله.

إن موقف الثوار الليبيون في هذه الأوقات موقف واضح، وحقهم الطبيعي في تنحية القذافي حق مشروع، وخصوصاً بعد إصدار مذكرة إعتقال من قبل محكمة الجنائيات الدولية بأعتباره مجرم حرب.

وعليه فأن الأمر الآن يتطلب الكثير من المواقف الشجاعة من قبل جميع الدول الداعمة لليبيا ثورة وشعباً، كما إن على روسيا أن توضح موقفها الآن بالتحديد إما القذافي أو الثوار.

أما بخصوص الدول الأوربية والعربية الأخرى فعليها الإفراج حالاً عن جميع الأرصدة الليبية المجمدة لديها، والقيام بصرفها باسرع وقت للمجلس الوطني الانتقالي، باعتباره المتحدث الشرعي والوحيد باسم الثوار الليبيين، وذلك ليتمكنوا من تخليص الكثير من الأمور العالقة، ولعل الأمر الإنساني منها على رأس القائمة، هذا من ناحية.

ومن ناحية أخرى، إن طريقة الأخذ والرد وجس النبض (كيّل وقيس)، التي تقوم بها بعض الدول في ردود فعلها، ولم توضح بعد موقفها الحقيقي من الثورة الليبية، أو تلك التي كانت لها مصالح قديمة مع نظام القذافي، وتتجنب إبداء رأيها بوضوح بنية تجنب أن يلحق بمصلحتها مع ليبيا أي ضرر، ظنناً منها بأن القذافي لطالما موجود فالأمر غير واضح وغير مضمون بالنسبة لها، فلا نظن بأن هذه الطريقة مجدية في حالة الثورة الليبية، ولن تخدم أي طرف من الأطراف.

إن الدولة الليبية وليبيا هي شعباً يدعى "الشعب الليبي" وليست فرداً يدعى "معمر القذافي"، والقذافي الآن فاقد للشرعية بالكامل ولا يمثل إلا نفسه، أما ليبيا اليوم بشعبها الثائر فجميع مواطنوها الأحرار - بدون إستثناء - متفقون على أن القذافي وعائلته وجميع أزلامه صاروا في حكم المنتهيين، وإن موضوع تنحيته عن الحكم وإسقاطه هي مسألة وقت ليس أكثر، حتى يتمكن الثوار الليبيون من تحرير باقي المدن الليبية الصغيرة والقليلة في عدد سكانها، وعندئذاً سيكون بمقدور الثوار تحقيق النصر الأكيد بالوصول إلى طرابلس، وتنفيذ القرار الصادر عن محكمة الجنائيات الدولية، وهو القبض على المجرم معمر القذافي وابنه المجرم سيف والمجرم عبد الله السنوسي، على أيدي الليبيين الأحرار في آخر معاقلهم بالعاصمة الليبية طرابلس.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

هناك تعليقان (2):

  1. ليبيا:: كلمة تشعرك عند نطقها بشيء من الحنان والعطف وكأنه حنان وعطف الام التي تحتضن ابنها بعد طول غياب. ليبيا هو الاسم الوحيد الذي يتكون من خمسة حروف وفي شكلها الهندسي ترسم صورة الام فاتحتا ذراعيها لابنائها الابرار.

    تقبلي مروري اختي العزيزة

    ردحذف
  2. كلماتك أخي على ليبيا الحبيبة رائعة ومؤثر ... شكرا لك لا حرمني الله منك وحرر الله ليبيا الغالية في القريب العاجل إن شاءالله

    ردحذف

lailaelhoni_68@yahoo.com, blaila89@hotmail.co.uk