مر على تحرير ليبيا من المردوم معمر القذافي

الأحد، يوليو 17، 2011

ماالذي تغير في خطاب معمر القذافي؟ ليلى أحمد الهوني

ماالذي تغير في خطاب معمر القذافي!؟

ليلى أحمد الهوني


منذ أن قام معمر القذافي بإنقلابه الأسود في سبتمبر 1969م، لم يلقي في خطاباته المتكررة كلمة واحدة يشكر من خلالها الشعب الليبي، أو حتى يخاطبهم بأسلوب ينم على الاحترام والتقدير، أو يدل ولو قليلا على حسن خلقه وطيب أخلاقه، بل أننا وجدناه في كل خطاباته وفي كل المناسبات، لا تخلو من عبارات السب والشتائم والاهانات، ولغة التحريض والتفتين والتهديد والوعيد لأبناء الشعب الليبي، وحتى وإن كان في بعض الأحيان لا يوجه هذه العبارات للشعب الليبي نفسه، فهي تكون موجهة بشكل مباشر للحكام العرب أو لرؤوساء الغرب وحكوماتها .

أما عن مداخلاته في بعض جلسات ما يسمى بمؤتمر الشعب العام فحدث ولاحرج، ففي أغلب الأوقات يدخل على أولئك الليبيين المجتمعين جراء عمليات الضغط والابتزاز، التي يقوم بها أزلامه وبتوصية شخصية منه، لإجبار المواطن الليبي على حضور تلك الجلسات التي يقرر القذافى بنفسه ودون طلب من احد التدخل والتحدث من خلالها، فنراه يتدخل فى النقاش عنوة بطريقة اشبه بالغزو أو ربما السطو، وهي أقرب الى أساليب المجرمين التي تقوم بها مجموعات المافيا، ونشعر ونحن نتابع هذه التصرفات الفوضاوية والغوغائية، وكأننا نشاهد فيلم بوليسي من افلام هوليوود.

كما لا يمكننا فى هذا الاطار، أن ننسى تلك الطريقة المتخلفة والمتبعة من قبل استخبارته (التفتيش والتفنيص)، وتلك العمليات الترهيبية كانتشار رجال المباحث التابعين له في هذه القاعة أو تلك، أي القاعة التي يريد أن يلقي بها كلمته ويقدم من خلالها رسالته أو مداخلته، التي في غالب الوقت تكون مداخلة مستفزة ومخيفة ومرعبة للشعب الليبي.

طيلة 41 أو 42 عام تقريباً والشعب الليبي يعاني من هموم وويلات هذه الخطابات التافهة و المكررة والهدامة التي يطلقها القذافي، تلك الخطابات التي لا تحمل معها سوى طرق الاستفزاز والترهيب لأبناء الشعب الليبي، ولكن اليوم بعد ثورة 17 فبراير وبحمد الله قد ترسخ وعي الشعب الليبي، وماعادت هذه الخطابات والشطحات تحرك ساكنا لدى الشعب الليبي، بل صار كل ما يقوله معمر القذافي في خطاباته هو بالنسبة لغالبية الليبيين كمن يسمع خرير مياه مجاري الصرف الصحي، هذا مع شكوكنا أنه قد لا يجد بالفعل من الشعب الليبي من يقوم بالاستماع إليه، وهو في هذه الحالة ينطبق عليه المثل الليبي الذي يقول ( كلب انبح لا عض لا جرح)، يعني لا يستمعون البتة لخطابه ويعتبرونه كنباح الكلاب (حاشاكم) هذا بالنسبة للشعب الليبي، أما الشعوب العربية – حسب ما سمعت وقيل إلي- فأنهم يحاولون متابعته للتسلية والتندر ، وحتى ولو لم يتمكنوا من الاستماع إليه مباشرة، فغالبا ما يكون عن طريق مقاطع غنائية مضحكة واستهزائية على موقع اليوتيوب مثلاً، لا لسبب فقط لشعورهم وهم يستمعون إليه بأنهم يتابعون منولوج مكرر وركيك، أحيانا يضحكهم وأحيانا يثير استمئزازهم ويقززهم، هذا كل ما يحدث لدى المتابعين لخطابات القذافي هذه الأيام.

ارسل لى بعض الاصدقاء العرب ومازالوا يرسلون متسألين ومن باب حب معرفة الشيء والاستطلاع – ليس أكثر

لماذا القذافي في كل خطاب من خطاباته الأخيرة صار أكثر جنونا وهلوسة عن ذي قبل ؟ وإن كل الكلمات التي يتفوه بها في خطاباته هي كلمات بذئية و غير مهذبة !! وأننا في كثير من الاحيان صار الأبن في بلداننا يستحي من الجلوس مع والده عند سماعها، كما أن خطاباته لا تستطيع أن تلتقط منها او تستفيد بجملة مفيدة واحدة فيها !! وكلها شتائم وإهانات موجهة للجميع بمن فيهم الشعب الليبي، أو حتى الزعماء العرب وغير العرب أو لكل من يأتي على لسانه، ويقولون أيضا في استفساراتهم بأنهم عندما يستمعون إليه، يشعرون أو يكادوا يشعروا بالغثيان*، علما بأنهم في أغلب الأحيان – وكما ذكرت أعلاه - لا يستمعون لخطاباته مباشرة، بل عن طريق اعادة بعض المقتطفات على مواقع الانترنت في مقاطع غنائية سخيفة وغير هادفة مركبة خصيصا للاستهزاء به والسخرية منه.

ولعل هذه الملاحظات في مقالتي هذه جاءت كرد على عدد من الاسئلة التي وصلتني من اصدقائي وصديقاتي من العرب وحتى الغربيين والتي جميعها تدور حول نفس الموضوع.

فالإجابة على هذه الاسئلة ومن حسن الحظ لا تحتاج إلى كثيرا من البحث والعناء، لأنها وباختصار شديد اصبحت واضحة ومعروفة، فأن خطابات معمر القذافي هي نفسها لا تتغير، فمنذ أن قام بإنقلابه "الأغبر" وهو يسير على نفس الخط السمج في طريقة القاء خطاباته، وفي انتقائه للكلمات اللا سوية والغير أخلاقية، ولكنها من حسن حظ غالبية الليبيين كانت في السابق تمر في بعض الأحيان على هواء ليبيا النقي ونسيمها العليل، فتخفف من بذاءتها كثيرا ويتم تجاهلها تماما، ولكن التغيير الذي طرأ عليها اليوم، وللأمانة جميعا بداءنا نشعر به وبأن تمة أمر آخر له تأثير مباشر ممثمل فى زيادة نسبة البذاءة والانحطاط في مستوى خطاباته وفي عدد كلماته النابية وكل ما يخرج من فمه المتعفن، لدرجة أنها ماعادت ترتقي إطلاقا إلى مستوى الخطاب السياسي، ومن هنا فأني أرجح بأن الأسباب الحقيقية هي، كون معمر القذافي منذ نهاية شهر مارس تقريباً، وهو غير موجود فوق سطح الأرض أو بالمعنى الأصح هو مختفي مرتعباًً في السراديب ويجاور الفئران ( الجرذان) والصراصير وكل الحشرات الضارة، التي عادة ما نجدها في مجاري مياه الصرف الصحي، وأكاد أجزم والكثيرون معي بأن الغرفة التي يخطب منها يمر من فوقها ومن جنبها ومن تحتها كل فضلات أهالي العاصمة طرابلس، سواء التي يتقيؤون بها في أحواض الحمامات أو التي تخرج منهم في مراحيضها، والتي وكما نعلم عادة ما تجتمع كلها في المجاري العامة، التي يتوسدها القذافي في منامه وفي خطاباته، فكيف نتوقع أن يكون خطاب ذو معنى وقيمة من شخص معتوه وهو يطلقه من تلك "الفونيات" أكرمكم الله وعافاكم.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* والله أني طيلة كتابتي لهذه المقالة اتي تشرح حقيقة أساليب خطابات القذافي وأنا متقززة (مصاريني متشقلبات) وبالفعل أشعر بالغثيان. وكنت اتمنى أن إنبهكم في بداية المقالة لأخذ "احتياطتكم الوقائية" فربما ستشعرون بما شعرت أثناء قراءتكم للمقالة.

هناك تعليقان (2):

  1. منوره يا بنت ليبيا الحره وانشالله ديمه منوره, لقد صرت افتخر بالليبيات بعد 17 فبراير, اتمني للمراءة الليبيه ان تاءخد دورها الحقيقي في بناء ليبيا الجديده ليس كما كان يتففوه سيف الكداب.
    يااختي ليلى لقد همش وجمد هدا المجرم كل شي في ليبيا, لقد كان هو السبب الرئيسي لكل ماءسيناواحزاننا, لقد حدد مجالات محدده للمراءة الليبيه في المجتمع كاللجن الثورية او راهبه, وبدلك تكون المراءة قد وقعت في الفخ وتظهر للمجتمع "عاهره" سامحيني علي هدا اللفظ.
    عموما الليبيون يقعدوا 100 سنة يحكواعلي قصص هالمجرم القدافي ومايكملوش الحكي, سررت كثيرابقراءةمقالتك, كما اعدك بمراسلتك علي ايميلك.

    ردحذف
  2. صح والله صدقت أخي الكريم ... وانا كذلك اتمنى من الاخوات الليبيات وخصوصا المواجدات في داخل ليبيا واللواتي كافحن بكل ما لديهن في داخل ليبيا أن يتبوءن مكانتهن الحقيقية التي من المفروض أن يكن بها في ليبيا الجديدة ... بارك الله فيك وبك أخي الكريم ولا حرمني الله منك ... بجديات بجديات منووووووور ونشكرك أخي العزيز من كل قلبي

    ردحذف

lailaelhoni_68@yahoo.com, blaila89@hotmail.co.uk