الشعب يريد تحرير العقول
بقلم الأستاذ المحامي / خالد مختار ابشير
نعم الشعب يريد تحرير العقول
إن الوساطة والمحسوبية وحب السيطرة والانفراد والظهور الدائم النابعة عن الأنانية وحب الذات، كل هذه الأمور مازالت باقية وجاثمة على عقول بعض الناس، فهناك العديد من الأشياء الغير سوية كنا نعاني منها كثيراً في عهد الطاغية، والتي من بينها الاستغلال والاختلاسات والإفساد المتعمد للممتلكات العامة ونهبها وتدميرها، كما لا يخفى على أحد منا كيف تم استغلال هذه الظروف التي عايشها بكل مرارة شعبنا الليبي، ونحن وفي هذه اللحظات التاريخية، يجب أن تكون تطلعاتنا متفائلة إلى تحقيق مستقبل ليبي مشرق، وذلك بتكاثفنا بعضنا ببعض يدا بيد، لبناء دولة الحرية دولة جديدة يسعى إليها كل الليبيين.
إن الأمثلة على سيطرة حب السيطرة كثيرة ولا يمكننا حصرها في هذه المقالة، فعلى سبيل المثال:- أصحاب المحال التجارية (بعقليتهم الأولى التي ذكرناها آنفا) نجدهم قد استغلوا هذه الظروف الصعبة، وقاموا برفع الأسعار بصورة خيالية، متجاهلا هذا التاجر أن بتصرفه هذا وسلوكه الانتهازي للظروف والغير حضاري، فهذا حرام ويصل به إلى ارتكاب معصية من المعاصي كما أنه يعد من التجاوزات القانونية والأخلاقية وخيانة كبيرة للوطن وأهله، وليعلم هذا التاجر الذي ينتهز الأوضاع التي بها البلاد وأهل البلاد، بأن الشباب الثائر المرابطون في الجبهات هم ليسوا هناك للتفسح أو للنزهة، بل أنهم متواجدون للدفاع عنه وعن اهله وعن عرضه، فهم بتواجدهم في الجبهات يؤدون رسالة من أعظم الرسائل الإنسانية السامية والعظيمة وهي حماية بلدهم، للحفاظ عليها مما ترتكبه قوات الطاغية التي تريد أن تقضي على الأخضر واليابس في البلاد، فلماذا يأيها التاجر لا يردعك وازع ولا ضمير، وتقابل المعروف برفع أسعار السلع التموينية على أهالي هؤلاء الثائرين في الجبهات؟ واللوم هنا لا يقع على التجار فحسب، بل أن الأمر يشمل كذلك أصحاب المزارع فهم أيضا استغلوا هذه الظروف.
فيا أخي التاجر ويا أخي المزارع لا تنسى اننا جميعا في جبهة الجهاد، فالنتعاون ولنعمل سوياً على مساعدة أهالي الثوار الذين يضحون من أجلك واجل الوطن .
وهناك أمور أخرى يجب لفت الانتباه إليها وعدم إهمالها، وهي لا تقل أهمية على موضوع استغلال الظروف من قبل التجار والمزارعين، والتي منها المساعدات الاغاثية، فقد تم استغلالها وبيعها من قبل ضعاف النفوس بنية كسب المال الغير مشروع، ولا يقتصر الأمر على هذا فقط بل الأسوأ منه هو رجوع فكرت التعصب وتكوين التجمعات التي أصحابها هو المؤسسون وهم دائما يردون أي شيء لنفسهم، ناهيك عن نهب الممتلكات العامة وإفسادها التي مازلنا نعاني منها بشكل لا يتصوره العقل.
بهذا، أظنني بهذا الطرح السريع قد تمكنت من تسليط بعض الضوء، على جانب من الجوانب المهمة في معركة الحياة في بلادنا اليوم.
وأخيرا إن كل ما نريده لليبيا هو ميلاد دولة جديدة دولة حضارية خالية بالكامل من تلك العقول المتحجرة والمتخلفة.
******************
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
lailaelhoni_68@yahoo.com, blaila89@hotmail.co.uk