مر على تحرير ليبيا من المردوم معمر القذافي

الاثنين، يونيو 08، 2009

فضلاً.. نقطة نظام!! بقلم/ ليلى أحمد الهوني

فضلاً.. نقطة نظام!!

بقلم/ ليلى أحمد الهوني


قبل أن أبدأ في موضوع مقالتي هذه، أود أن أعرج قليلا على كلمة "نقطة نظام".

هذه الكلمة تعتبر، هي الكلمة الصحيحة والسليمة الوحيدة، التي تعلمتها في ليبيا وفي عهد القذافي تحديداً، كما أنها هي الإنجاز الوحيد، الذي حققه الشعب الليبي، إذ بمجرد أن يقف المواطن ويذكرها، ومن ثم يقف تحقيق باقي ذلك الانجاز، بمجرد الوصول إلى حرف ميم، من كلمة "نقطة نظام".

أي بمعنى أصح أننا نحن الليبيين، لم نجني من هذا النظام، الذي أستمر وأنهى أربع عقود بالتمام والكمال، إلا نقطة واحدة لا غير..!!.*

نقطة نظامي:

"سنيور" قذافي.. قبل أن تضع الصبغة على شيب شعرتك، وقبل أن تملأ الحقائب بألوان الطيف "ملابسك"، وقبل أن تحزم أمتعتك، وتملئ بأموال الشعب الليبي جيوب البيضاء بدلتك، وقبل أن تعلي بالكعب العالي جثتك، وقبل أن تجمع الإبل والبعير، وقبل إلى روما "الحنونة" تشد الرحيل، لدي نقطة نظام، حول ما تزعم القيام به، في زيارتك الترفيهية هذه.

سمعت كما أعتقد سمع غيري، من أبناء وبنات شعبي المغلوب على أمرهم، أن لديك العديد من الاتفاقات، مع الحكومة الايطالية، بخصوص عقد بعض اللقاءات والاجتماعات، مع عدداً من شرائح المجتمع الايطالي، خلال زيارتك لإيطاليا "البيلا".

فعلى سبيل المثال، سمعنا أنك تنوي الاجتماع بـ 6000 يهودي، والحقيقة أن هذا الموضوع، لا أعيره أي اهتمام، لا لشيء فقط لسبب واحد لا غير، وهو أني ليس من طبيعتي التدخل بين الأصدقاء، وخصوصا عندما تربطهم صداقة حميمة أو ما شابه..!!.

كما أني سمعت أيضاً، أنك تنوي الاجتماع بـ 700 امرأة إيطالية، والحقيقة أيضاً، إني لا أريد أن أتساءل أو أستفسر عن نوع وصنف، أولئك النساء الايطاليات، اللواتي تنوي الاجتماع بهن في رحلتك السند بائية، ولكن أقولها صراحة.. بالنسبة لي، لا يختلف لدي على الإطلاق ما إذا كن هؤلاء النساء ثكالى، أرامل، منفيات، يتيمات، متيمات، عارضات أزياء، فنانات، راقصات، عاهرات، فاجرات، لاعبات كرة قدم، لعوبات، صحفيات، سياسيات، متدينات، مسلمات و يصلي المرء على أطرافهن عندما يراهن، فهن أولا وأخيرا إيطاليات.

إن ما هو مهم لدي ويقلقني و يثير تساؤلي وحيرتي حقاً، هو.. أما كان من الأولى يا "سنيور" قذافي، أن تجتمع بنساء ليبيا؟؟ وعندما أقول نساء ليبيا، لا أقصد هؤلاء الجاريات، اللواتي يقمن ليلا ونهارا تحت أرجلك وبين أيديك وفي طاعتك وحراستك!!، فاللواتي قصدتهم هن أولئك الليبيات من الأرامل والثكالى واليتيمات، اللواتي رميت أزواجهن و أبنائهن وآبائهن في حربك الغبية، والتي سميتها أو تسميها بحرب تشاد، وأقصد كذلك أولئك الثكالى اللواتي قتلت أبنائهن وبناتهن بحقن الايدز القاتلة، وأقصد أيضاً أولئك الثكالى والأرامل واليتيمات، اللواتي قض رصاص مذبحة سجن أبو سليم مضاجعهن، وأحرقت أكبادهن حزنا وألماً على ابنائهن او اخوانهن.

أما كان من الأولى يا "سنيور" قذافي، أن تجتمع بعجائز ومسنات ليبيا والمتقدمات في السن و، وتعتذر لهن عن سنوات الشر تلك، التي عاشوها ويعيشوها اليوم وكل يوم ، والتي رأوا ويروا فيها باستمرار الفقر والبؤس، والتي حرمن فيها من كل شيء ممتع وسعيد، وقضوها بالكد والتعب وزيادة المعاناة، وهي التي كانت من المفروض لهن أسعد سنوات العمر؟؟.

الم يكن من الأفضل لك أن تلتقي ببنات وحفيدات، من طرزت أروحهن ودمائهن ارض هذا الوطن، اللواتي قدمن الكثير من المهارات والتضحيات في جميع مجالات الحياة، للنهوض وتحرير هذا البلد؟؟، وألم يكن من الجدير بك أن تسمع وتعرف معاناة وهموم أولئك البسيطات، من نساءنا وبناتنا وأخواتنا العفيفات الشريفات، وهن من أنجبنا رجال هذا الوطن؟

لقد عرفنا واستوعبنا طيلة أربعين عاماً، (عام ينطح عام)، أن لا مكان للشعب الليبي وهمومه ومعاناته، بين أوراق أجندتك، أو في دفاتر ملاحظاتك، أو حتى في مذكراتك اليومية. نعم.. لقد أ دركنا وفهمنا هذه المأساة التي حلت بنا جيدا، و في نفس الوقت، لقد عبرنا وما زلنا نعبر وباستمرار، عن رفضنا واستنكارنا لكل هذه التصرفات والممارسات، وبجميع ما لدينا من طرق ووسائل وقدرات، ولكن مالا يطيقه العقل ولا يتقبله المنطق، هو ما نراه اليوم وبوضوح، وما عاد يخفى عن أعيننا جميعاً، وهو تلك الاهتمامات الزائدة والمبالغ فيها، لكل من هو من غير الليبيين.

ففي الوقت الذي نرى فيه الشعب الليبي، برجاله ونسائه وأطفاله وشيوخه، يزداد كل يوم فقر و جوع وتشرد، نرى فيه أموالهم، تصرف على الأجانب والغرباء، من مذيعي وفنانات، أو على الاجتماعات واللقاءات والسهرات في الرحلات والسفريات، ويا عالم غدا كم سيدفع لأجل 700 من الايطاليات الشقراوات..!!.
_________________________________

* أرجو أن أكون قد وضحت الفكرة من تلك الفقرة، حتى لا أوصف غداً "بالخيانة والعمالة"  إذا لم توضح الفقرة جيداً لقارئها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

lailaelhoni_68@yahoo.com, blaila89@hotmail.co.uk