حقاً لقد أتعبت من بعدك يا عبد الجليل !!!!
بقلم د.عبدالله الحريري
ذكرت شبكة "رصد المغربية"، ونقلت عنها صفحة "كلنا مع المجلس الوطني السوري" ما نصه: في زيارة مصطفى عبد الجليل لدولة قطر الأخيرة، تسلّم هدية من دولة قطر، وعند رجوعه لبنغازي، استدعى المجلس الانتقالي وفتح الهدية أمامهم، وكانت تحوي ميدالية و هدايا بسيطة أخرى ومعها مايعادل 100 ألف دولار، فقالوا له: هذه لك يا سيد عبد الجليل. فقال لهم: بل هي لليبيا، لأن القطريين لم يأتوا لبيتي قبل أن أتولى رئاسة المجلس. وقام بوضعها ضمن ممتلكات الدولة.
تحصَل السيد عبد الجليل على سيارتين من النوع الفاخر من أحد أثرياء مصراتة، واحدة له، والثانية لمرافقه حامد العمروني، و سيارة فخمة نوع مرسيدس أعطيت له من إحدى الدول الأجنبية، فقام بتسجيلهم جميعا باسم المجلس الوطني الانتقالي.
في رحلته لتركيا تم تسليمه هدية قدرها 10000 دولار في ظرف، و بعد عودته أرجع الظرف كما هو قائلاً: أودعوه باسم المجلس، فإن الدولة التركية قد تكفلت بكل مصاريف الرحلة.
قال عنه الرئيس الفرنسي ساركوزي: ”هذه هي المرة الأولى التي يطلب فيها مني رئيس دولة أن نأخذ فترة استراحة أثناء الاجتماع ليؤدي الصلاة”.
قلت: الله..الله.. يا عبد الجليل، لقد أعزك الله ورفع قدرك، وأضاف إلى عزك عزاً ورفعة. زهدت في الدنيا فأحبك الله، وأحبك الناس. صدقت الله في نيتك وعملك، وصدقت شعبك في قولك وفعلك، فصدقك الله، ونصرك على عدوك، وأمكنك من أعتا عتاة العصر، وأظهرك عليه.
رحم الله مصطفى عبد الجليل الذي فهم حديث (ابن الأتبية) أحسن الفهم، وتمثله على الواقع، نصاً وروحاً، وأعاد لنا ذكريات السلف أمثال ابن الخطاب وعمر بن عبد العزيز.
وإذا كان المستشار الجليل قد تورّع عن لعاعة من الدنيا -كما وصفها رسول الله صلى الله عليه وسلم- فماذا نقول لمن لم يتورّع عن دماء المسلمين، ويرفض الطلب في حمايتهم، أو يراوغ في الطلب، ويحاول أن يسرق ثورتهم ويتربع على أمجادهم؟!.
وإليكم يا سادة حديث ابن الأتبية بنصه:
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ الزُّهْرِيِّ: أَنَّهُ سَمِعَ عُرْوَةَ: أَخْبَرَنَا أَبُو حُمَيْدٍ السَّاعِدِيُّ قَالَ: اسْتَعْمَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلًا مِنْ بَنِي أَسْدٍ، يُقَالُ لَهُ ابْنُ الْأُتَبِيَّةِ، عَلَى صَدَقَةٍ، فَلَمَّا قَدِمَ قَالَ: هَذَا لَكُمْ وَهَذَا أُهْدِيَ لِي، فَقَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْمِنْبَرِ -قَالَ سُفْيَانُ أَيْضًا: فَصَعِدَ الْمِنْبَرَ- فَحَمِدَ اللَّهَ، وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: "مَا بَالُ الْعَامِلِ نَبْعَثُهُ فَيَأْتِي فيَقُولُ: هَذَا لَكَ وَهَذَا لِي، فَهَلَّا جَلَسَ فِي بَيْتِ أَبِيهِ وَأُمِّهِ فَيَنْظُرُ أَيُهْدَى لَهُ أَمْ لَا؟ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَا يَأْتِي بِشَيْءٍ إِلَّا جَاءَ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَحْمِلُهُ عَلَى رَقَبَتِهِ: إِنْ كَانَ بَعِيرًا لَهُ رُغَاءٌ، أَوْ بَقَرَةً لَهَا خُوَارٌ، أَوْ شَاةً تَيْعَرُ". ثُمَّ رَفَعَ يَدَيْهِ حَتَّى رَأَيْنَا عُفْرَتَيْ إِبْطَيْهِ: "أَلَا هَلْ بَلَّغْتُ". ثَلَاثًا. قَالَ سُفْيَانُ: قَصَّهُ عَلَيْنَا الزُّهْرِيُّ وَزَادَ هِشَامٌ: عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي حُمَيْدٍ قَالَ: سَمِعَ أُذُنَايَ، وَأَبْصَرَتْهُ عَيْنِي، وَسَلُوا زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ فَإِنَّهُ سَمِعَهُ مَعِي. [صحيح البخاري: كتاب الأحكام، باب هدايا العمال، برقم: 7174]
**********
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
lailaelhoni_68@yahoo.com, blaila89@hotmail.co.uk