الفيدرالية حل
بقلم/ ليلى أحمد الهوني
منذ فترة وأنا أحاول من خلال موقع التواصل السياسي الاجتماعي "تويتر" وعبر تغريداتي المتنوعة الشبه يومية تقريبا، الدفع بشعب "إقليم طرابلس" للمطالبة بتطبيق "النظام الفيدرالي" على نحو (لكم دينكم ولنا دين) ولكن للأسف الشديد الردود كانت تأتيني معظمهما تخوينية، وتوجه لي أصبع الإتهام قصدًا وعنوة، متهمين شخصي باني أسعى وعلى بعد إلى تقسيم وتفتت الوطن ليبيا، لا لشئ فقط كوني لا أقيم بداخلها إقامة دائمة.
تلك الاتهامات العشوائية المتعمدة، والتي لا تأتي عن قاعدة ولا تنتهي عند حد، متناسين بذلك إن هذا "النظام الفيدرالي" المقترح يطبق في العديد من أكبر الدول وأعظمها كـ (الولايات المتحدة الأمريكية - ألمانيا- سويسرا) مثالا حسن وغرير، ولكن شعوب هذه الدول الواعية المثقفة، لا تعرف توجيه أصبع التخوين لمن وضع هذا النظام لدولها أساسا! بل انهم يعيشون أفضل وأعظم حياة سياسية ديمقراطية متماسكة، وأروع معيشة ودية اجتماعية مترابطة.
في ردودهم يكاد صراخهم يطرش مسمعي، وهم يقولون لي لا هذا ما يريده حفتر ولن نحقق له مسعاه ومطلبه! والله إني لا اعلم أين ذكرت لهم بان مجرم الحرب خليفة حفتر هو صاحب فكرة "النظام الفيدرالي" أصلا، أو إن هذا الـ خليفة حفتر حقا هذا هو مراده وأمانيه ومطلبه، الذي جلب لأجله جيشه (مرتزقته) ودك طرابلس دكا ومازال يفعل حتى هذا اليوم! ولعل خطابه اليوم يوضح لنا مسعاه الحقيقي، الذي لطالما بطنه ويبطنه بإسطوانته "المشروخة" و المعهودة والمتعارف عليها دائما، أي منذ بدءه بإشعال الحروب في المنطقة الشرقية (بنغازي - درنة) ألا وهي أكذوبة القضاء على الإرهاب.
خليفة حفتر يا سيداتي الكريمات ويا سادتي الأفاضل، هدفه ومسعاه ومآربه وغاية غايته السلطة ثم السلطة فالسلطة ولا غير ذلك، بل على العكس تمامًا فهو يتمناها ان تظل له هكذا (ليبيا واحدة متماسكة) وليست في حكم النظام الفيدرالي، فقط كي يكون له بذلك منتهى الصلاحية (في حال وصوله لطرابلس) ان يحكمها جملة وليست قطاعي. ويكذب عليكم ويموهكم ويؤثر على تفكيركم كل من يقول لكم أية كلام مغاير لهذا الكلام!
وبالعودة لموضوع المقالة (الفيدرالية) فقد سعيت بكل اتهاماتهم لي والمتواصلة تلك في ذلك الوقت، بإيضاحها لهم بطريقة سياسية تسيطر عليها الكثير من الأساليب العقلانية، وقلت لهم حرفيًا على هيئة عدد من التغريدات، إذا وافقتم على النظام الفيدرالي "الانقسام على حد تعبيرهم" وان كل حي يروح لحاله بما ينصه هذا النظام المتقدم ليس أكثر من ذلك أو أقل منه، فانه وبدون أي أدنى شك جميع المنظمات الدولية وعلى رأسها الأمم المتحدة سيعدونه أي المجرم خليفة حفتر عليكم "غازي" ويتأدب على فعلته هذه اشد أنواع التأديب، وإذا قلتم لا نحن "دولة واحدة" ولا نريد افكارك حول "الانقسام" قاصدين بذلك المصطلح "النظام الفيدرالي" الذي اقترحته عليهم أعلاه، فان الأمر سيعده عليكم العالم بأسره وليس مجلس الأمن وحسب، بانه مجرد حرب أهلية وسيكون البقاء فيه هنا للأقوى ولا شئ غير ذلك! وقد كان كل حديثي هذا منذ فترة اي منذ البدايات أي شهر أبريل 2019م تقريبا، استمريت في نصحي لهم لوقت قريب ولكني بقيت على نفس الحالة (حالة التخوين) وما شابه.
وها أنا الآن وعبر هذه المقالة وبعد مرور وقت طويل أيضًا، ها أنا أعيد وأكرر وأخاطب أهالي "إقليم طرابلس" بل وأرجو منكم كل الرجاء ان تكونوا واقعيين ولو قليلا، وأتمنى ان تطوروا معي من مستوى تفكيركم ووعيكم الذي لا أنوي التشكيك به، ماذا أفادكم مصطلح (نريدها ليبيا واحدة)؟ وتشبثكم به إلى هذا الحد؟ إلا مزيدًا من التبعثر والانقسام الحقيقي الذي ما بعده انقسام، وخصوصًا إني أساسًا لم أطالب البتة بانقسام ليبيا لا من قريب ولا من بعيد، بل اقترحت عليكم تطبيق "نظام فيدرالي" نظام حكم سياسي مثالي تتمناه كل شعوب العالم ويُحسد عليه لمن يطبقه، لما في هذا "النظام" من عدة مزايا تتعدل بها "كفة الميزان" حيث تأتي مسألة التخلص من المركزية التي أوصلتكم إلى هذه الحالة من التشرد والتشرذم وعدم الاستقرار على رأس تلك المزايا وأهمها.