بمناسبة ذكرى
إستقلال ليبيا* العظيمة
(1951/12/24م)
((نبذة تاريخية مقتضبة))
إستهلال
~~~~~
تم اعلان إستقلال (إمارة برقة) في الأول من يونيو 1949م، نتيجة لمحاربة الجيش السنوسي، بجانب قوات الحلفاء في الحرب العالمية الثانية، في معركة سميت بمعركة (شمال أفريقيا) وقد تم فيها هزم الجيش الايطالي المحتل الفاشستي، والنازية الألمانية بقيادة هتلر معاً.
.
في هذه الأثناء كانت الدوائر الاستعمارية تدبر المكائد على مستقبل ليبيا، فقد اتفقت بريطانيا، وإيطاليا، و فرنسا في 10 مارس 1949م، على مشروع (بيفن سيفورزا) الخاص بـ ليبيا، والذي يقضي بفرض الوصاية الإيطالية على اقليم طرابلس، والوصاية البريطانية على إقليم برقة، والوصاية الفرنسية على إقليم فزان، على أن تمنح ليبيا استقلالها، بعد عشر سنوات، من تاريخ الموافقة على مشروع الوصاية، وقد وافقت عليه اللجنة المختصة في الأمم المتحدة، ومن ثم رفعته إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة للاقتراع عليه.
ولكن المشروع ما لبت وإن باء بالفشل، لحصوله على عدد قليل من الأصوات المؤيدة.
********
(إستقلال ليبيا)
~~~~~~~~~
ونتيجة للمفاوضات المضنية لحشد الدعم لاستقلال ليبيا، التي قام بها وفد من أحرار ومناضلي ليبيا، للمطالبة بوحدة واستقلال البلاد، تحدث بأسمهم في تلك الفترة الزمنية العصيبة لليبيا السيد عمر فائق شنيب.
أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة القرار رقم (289) في 1949/11/21م، والذي يقضي بمنح ليبيا استقلالها، في موعد لا يتجاوز الأول من يناير 1952م.
فكُوِنت لجنة لتعمل على تنفيذ قرار الأمم المتحدة، وايضا لتبذل قصارى جهدها، من أجل تحقيق استقلال كامل التراب الليبي، ونقل السلطة إلى حكومة ليبية مستقلة.
.
وفي شهر أكتوبر 1950م، تكونت جمعية تأسيسية من ستين عضواً، تمثل كل إقليم من أقاليم ليبيا الثلاثة بـ(عشرين عضواً)، وفي 25 نوفمبر من نفس السنة، اجتمعت الجمعية التأسيسية لتقرر شكل الدولة، وعلى الرغم من اعتراض ممثلي ولاية طرابلس على النظام الإتحادي المذكور، إلا إنه تم الاتفاق عليه.
كلفت الجمعية التأسيسية (سالفة الذكر) لجنة خاصة لصياغة الدستور، فقامت تلك اللجنة بدراسة النظم الإتحادية المختلفة في العالم، ومن ثم قدمت تقريرها إلى الجمعية التأسيسية في سبتمبر 1951م. وكانت قد تكونت حينها حكومات إقليمية مؤقتة بـ ليبيا.
.
وفي 29 مارس1951م أعلنت الجمعية التأسيسية، عن تشكيل (حكومة اتحادية) لليبيا مؤقتة في طرابلس، برئاسة السيد محمود بي المنتصر.
.وفي 1951/10/12م، نقلت إلى الحكومة الإتحادية، والحكومات الإقليمية السلطة كاملة، عدا ذلك فيما يتعلق بأمور الدفاع، والشؤون الخارجية والمالية، فالسلطات المالية قد نقلت إلى حكومة (ليبيا الاتحادية) في 1951/10/15م، وأعقب ذلك في 24 ديسمبر 1951م تم إعلان دستور ليبيا الاتحادي، وتم إختيار ((السيد محمد ادريس السنوسي)) ملكا على ليبيا، فاطلق عليها (المملكة الليبية المتحدة) بنظام فيدرالي يضم ثلاثة ولايات (طرابلس، برقة، فزان).
وبعد اكتشاف النفط في سنة 1957م، بدأت الدوائر الاستعمارية تحيك المكائد، من أجل السيطرة على ثروات ليبيا، والتي ازدادت بعد اكتشاف (البترول) بكميات هائلة بـ ليبيا، وتصدير أول شحنة نفط ليبية في سنة 1963م.
وبالتالي ضغطت شركات النفط الكبرى وعملائها على ليبيا، فخلقت لهم وبينهم الذرائع والعقبات، تارة بأرتفاع تكلفة النظام الاتحادي، وصعوبة التعامل مع ثلاثة حكومات اقليمية. الأمر الذي زاد من حدة الضغوطات، على جميع شركات النفط وعملائها المحليين الليبيين.
فتحولت ليبيا حينها إلى النظام المركزي، وبالتالي تم إلغاء النظام الإتحادي، بعد اقناع (الملك ادريس السنوسي) رحمه الله.
وفي السادس والعشرين من أبريل سنة 1963م، قاموا بتعديل دستور ليبيا بقانون جديد، فأسسوا على اثره دولة ليبيا الموحدة ذات النظام المركزي، تحت اسم المملكة الليبية وعاصمتها (مدينة البيضاء) الواقعة بإقليم برقة.
ومن هنا كانت ليبيا الدولة الوحيدة على مر التاريخ، التي غيرت نظام حكمها في غضون سنوات قليلة، من النظام الفيدرالي إلى النظام المركزي.
ولم تمر بضعت شهور حتى قامت مظاهرات 13- 14 يناير سنة 1964م، التي تعتبر هي والغاء الفيدرالية (القشة التي قصمت ظهر المملكة).
كما ذكر السفير البريطاني في بنغازي حينها، في (الوثيقة رقم 8) التي رفعها بدورهِ، لحكومته يحثها فيه على "وجوب إعادة النظر في مخططاتها البعيدة المدى في ليبيا"، يكاد يصرح فيه علانية، ببداية العد التنازلي لنظام الحكم الملكي في البلاد.
بعدها بدأت شركات النفط الغربية الكبرى، بالقلق على مصالحها، وذلك بعد تنامي التيار القومي بالمنطقة العربية.
فبدأت من جديد في حياكة مكائدها، بحجة المحافظة على مصالحها الحيوية بداخل ليبيا.
وبعد الغاء النظام الفيدرالي سنة 1963م، تشكلت ستة حكومات مركزية، خلال ستة أعوام تحت النظام المركزي.
انتهت آخر تلك الحكومات، بحدوث كارثة انقلاب القذافي (عملية البلاك بوت) أي (الحذاء العسكري الأسود) والمدعومة من أجهزة إستخبارت دول شركات النفط" الأجنبية.
(**)
وفي الأول من سبتمبر سنة 1969م، وبكل سهولة وبسبب النظام المركزي الحاكم في البلاد.
تبنى إنقلابيو سبتمبر، الفكر القومي السائد في تلك الفترة، والذي أتى به جمال عبدالناصر، على خلاف (النكسة) التي حلت بفلسطين وبالوطن العربي جمعا، والتي تم عندها تهجير الفلسطينيون بعد انتصار إسرائيل على العرب، وقد كان ذلك واضحا بتغفل الاخير، في إدارة الامور العسكرية الحربية، وحدث ذلك في الخامس من يونيو سنة 1967م، والتي عرفت بـ حرب الستة أيّام.
بعد إنتفاضة السابع عشر من فبراير المجيدة، تمكن أخيراً الشعب الليبي، من شماله حتى جنوبه، ومن شرقه حتى غربه، للإحتفال بذكرى (إستقلال ليبيا) والذي حرم من إحياء هذه المناسبة العظيمة، بسبب الحكم "العنجهي" السابق، لمدة أربع عقود زمنية.
كل عام وليبيا وأهلنا بها وخارجها بكل خير وهم لها الخير كله
🇱🇾🇱🇾🇱🇾🇱🇾🇱🇾🇱🇾🇱🇾🇱🇾🇱🇾🇱🇾🇱🇾
~~~~~~~~~~~~~
*عن موقع ويكبيديا (بتصرف) مع بعض الإضافات المعلوماتية
** الصور عن Google
~~~~~~~~
ليلى أحمد الهوني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
lailaelhoni_68@yahoo.com, blaila89@hotmail.co.uk