براڤو خليفة حفتر
بقلم/ ليلى أحمد الهوني
إنتسبت لمدة زمنية ليست بالقصيرة للمعارضة الليبية بالخارج، وقد تبوأت إثناء ذلك، منصب هام بـ "المجال الإعلامي" للجنة التنفيذية بالمؤتمر الوطني للمعارضة الليبية.
لكن فيما بعد أُقلت منه تعسفا، لدواعي غير عادلة البتة، وحسبما رأيت ورأي غيري من المقربين لي، بأنها كانت أسباب جهوية بحتة، سأقوم بشرحها لكم قريبا وبكل شفافية -إن شاءالله- وذلك في مقالة أخرى لي، ومن ثم لكم الحق التام، في إصدار أحكامكم المنصفة حولها، هذا اذا رغبتم في ذلك.
وكنت بين الحين والآخر، اسأل البعض من زملائي عن (المدعو خليفة حفتر) لماذا "هو" ليس في الصورة؟.
لاني عندما كنت في ليبيا، وكغيري من الليبيين، كنت اظنه شخصية ليبية معارضة؟ وهل هو فعلا معارض لنظام القذافي في ذلك الوقت؟ ولكن أين نشاطاته المعارضة؟ واين هو من بين هذا الزخم المعارض؟.. الخ من نوع هذه الأسئلة المتعارف عليها في مثل هكذا أمور!.
ثم بعد ايّام قليلة توقفت تماما عن تساؤلاتي هذه، بالرغم انني قد تحصلت عن إجابات متنوعة من هنا وهناك، ولكن عدم أهتمامي لأمره، أرغمني على التوقف عن التساؤل حوله، وظننت حينها بأنه قد يكون شخصية سياسية، صاحبة مزاج متقلب رخيصة وفارغة، وهو أولا وأخيرا لم ولن يعني لي أي شيء! وبذلك وكما ذكرت لكم انتهت تساؤلاتي العادية هذه حوله تماماً.
وبعد ان نسيت موضوعه كليا، وبالتالي نسيته هو شخصيا بالكامل أيضا؛ أبلغني احد "الزملاء" بدون أي تعب أو شقاء مني، ولا داعي لذكر اسم هذه "الشخصية" المعارضة فقط حرصا مني على ان لا أكون طرفا، في اية فتنة قد تحدث بينهما في المستقبل القريب!.
أبلغني الأخير حول (المدعو خليفة حفتر) عدة أمور، أعتبرتها حينها بأنها إجابة مستوفاة حول هذا الشخص، وقد كان من بين هذا الكم من المعلومات التي أخبرني بها، بانه أي (خليفة حفتر) ليس بشخصية ليبية معارضة لنظام القذافي، وما هو إلا مجرد أسير من أسرى حرب تشاد.
وبأن هذا الأمر فقط، هو الذي ساعده للوصول والبقاء في امريكا، ومن ثم اعطائه حق اللجوء فيها، ثم الجنسية الامريكية، وكل ذلك تم بعد ان قضى فيها سنوات طويلة (إجراء روتيني) حاله في ذلك، حال باقي الأسرى الليبيين المظلومين في تلك الحرب القذافية الغبية، والذين شاركت وتوسطت في جلبهم من تشاد، الولايات المتحدة الأمريكية إبان سوء العلاقات الليبية الامريكية.
بعض الأسرى الذين حالفهم الحظ، ونجوا بأعجوبة، وبعد وصولهم لأمريكا والإستقرار بها، كانوا قد قاموا بتشكيل (حزب معارض لنظام القذافي) أطلقوا عليه (حزب الوفاء) وذلك سعيا منهم لإسقاط نظام حكم المقبور القذافي حينها، وبنية تمكنهم من العودة إلى أرض الوطن ليبيا، ومن ثم جمع رفات زملائهم ورفاق دربهم، كعربون وفاء لأولائك الذين هلكوا وقتلوا في تلك الحرب، التي ورطتهم فيها عقلية المقبور القذافي وحمقه، وهم لا ناقة لهم فيها ولا جمل.
ثم استطرد قائلا لي: بان حفتر الاكثر من كونه ليس بمعارض لنظام القذافي؛ فهو ايضا يعد (عميل) لهذا النظام الفاسد، وبأنه حتى الأن (أقصد في ذلك الوقت) مازال يتقاضى راتبا شهريا كبيرا من هذا اللانظام، وبأن القذافي بأموال الشعب الليبي، قد اشترى له ڤيللا في (القاهرة - مصر) تمليك، ولكن لَم يسمح له بالعودة لأرض الوطن آنذاك، كونه وكما ذكرت لكم اعلاه كان (عميل) ووجوده في امريكا كمواطن أمريكي، هي خدمة جاسوسية، تعمل لصالح نظام القذافي في تلك الفترة.*
واليــوم هاهو وكما نرى. ذلك الهش المتخلف (خليفة حفتر) ذلك الأسير الفاشل، وبكأس واحدة كان قد تجرعها "الهوائي" المبعثر ترامب، أدت بنتيجة أوقعته في فخ نشوب "حرب أهلية" بين ابناء الشعب الواحد، وبدون اَي تفكير أي كعادته البلهاء، فقط لأنه اعتبرها أي تلك المكالمة التي تلقاها من ترامب، وحسب تفكيره الساذج والخفبف السطحي، بانها "مكالمة" للدفع والدعم المعنوي، حاله في ذلك حال اي "بدوي" متسرع وجاهل، لا يفقه في أمور العالم المتقدم والذكاء السياسي شيء!
.الامر الذي وكما شاهدنا، قد ايقظ فيه المدعوة "فحولته" فتقدم على إثرها، بمجموعة من العصابات المحلية، مع عدد كبير من بقايا مرتزقة اللانظام المهزوم السابق، والذين لم يتسنى لنظام "الحكم الجديد" القضاء عليهم بعد، ومن ثم محاسبتهم أمام القضاء الليبي العادل، على جميع أفعالهم الإجرامية اثناء حرب التحرير، فكون منهم (ميليشيات) ليهلك بهم عددا من المدن الليبية، حتى جاء دور (العاصمة طرابلس العظيمة) وأهلها، متناسيا بذلك هذا الرخو المائع البخس، بان قد يكون له فيها من (شجرة عائلته) (الفرجانية) ذات الأصول الترهونية، أشخاص أو ربما عائلات بحالها، يفوقون عددا شيبات شعر رأسه المصبوغ. هذا اولا.
الأمر الثاني: المدعو خليفة حفتر ومنذ فترة طويلة، تحديدا منذ مقتل القذافي وإعلان تحرير ليبيا، وهو يعيش حالات من "القهر" الداخلي، وذلك كان سببه الاول والمهم، هو تفوق وتقدم (الدكتور محمد المقريف) عليه في كل شيء يتعلق بـ ليبيا، بما في ذلك المكانة المرموقة التي تبوأها الأخير، بعد انتفاضة السابع عشر من فبراير، والتي تقلد فيها ولفترة ليست بالوجيزة، منصب رفيع المستوى، بمثابة رئيس للمؤتمر الوطني الليبي، اَي رئيس لدولة ليبيا الجديدة ككل وبدون اَي منازع له.
ومنذ ذلك الحين تخيلوا معي، والمدعو خليفة حفتر يحوم ويسعى، فقط لأجل الوصول والظهور على السطح، وبأية طريقة كانت، وبعدة مسميات لتحركاته الغير متزنة المتنوعة.
تلك التحركات التي أراد ويريد بها فقط، ان يثبت نفسه امام العالم، فثارةٍ محارباً للإرهاب، وأخرى لاجل تأسيس دولة مدنية ديمقراطية، وثالثة: للقضاء على الفساد، متناسيا تماما بانه هو وعصابته الفساد بام عينه، الرابعة: يبحث عن انتشار السلم والسلام في ليبيا، و ذلك من خلال استخدامه لأسلحته الخفيفة ومدفعياته الثقيلة، وبقصف المدن باستخدامه طائرات بدون طيار، كان قد تحصل عليها جميعها (تكية) (صدقة) من بعض الدول، التي تسعى جاهدة لتخريب ليبيا وزعزعة أمنها واستقرارها.
فاذا به وبمرتزقته الذين لا يعلمون ما هي اسمائهم؟ ومن اَي منطقة هم؟ اما كنتيجة لحالة الإدمان التي هم بها وعليها، او كنتيجة لصغر سنهم، اَي ان معظمهم دون (15 عام) الخامسة: يريد ان يجعل من ليبيا واحدة، كيف؟ وذلك بتدميرها ومحاصرة عاصمتها، وتدمير البنية التحتية بها، وقتل سكانها بسلاح الجراد الفتاك وغيره، أو بتشتتهم وجعلهم بين نازحين ولاجئين لدى مدن ليبية أخرى، بل والاكثر من ذلك لدى دول الجوار الليبي، تيمنا بالمثل الليبي القائل (رومني والا نكسر قرنك)
ضان ذلك (المعتوه 2)** بانها ربما ستكون (شرمولته) الثالثة، بعد أن حاول (شرملت) المهيبة الشريفة (درنة) والماجدة الأثيلة (بنغازي)، مدعيا بانه يحارب الإرهاب فيها، وما الإرهاب وأخواته الا هو واتباعه الفساد من أراذل القوم وأحقرهم.
فالطمع ألذي يسيطر عليك يا خليفة حفتر، والذي أعمى بصيرتك، وقد دفع بك بان تقوم بمثل هكذا مغامرات حمقاء، هي في حقيقة الأمر أكبر بكثير من ضحالة عقلك العقيم، ظنا منك أنه بمقدورك انت المقفر الأبله الخاوي، الإستيلاء على العاصمة طرابلس، وتوجب عليّ هنا تذكير القارئ، بتلهفك لمسألة الشهرة و الظهور، والتي باتت في حكم المؤكد،بأنك ستدفع ذات يوم حياتك لأجلها.
فزد من محاولاتك البائسة، وتناسى كلياً بان حلمك بدخول العاصمة طرابلس، ما هو الا ذلك الحلم الأفلاطوني الخيالي، الذي لم ولن يتحقق لك أو لأمثالك
.
حكم العسكر تريد ان تعيده علينا؟ أيها البخس الرخيص، ذلك الحكم الذي أذاقنا نحن الشعب الليبي المشانق، وتكميم الأفواه، وملاحقة المعارضين حتى من هم خارج الوطن، والتنكيل بأُسرهم المقيمين يداخل الوطن، والسجون والمعتقلات للمثقفين وأصحاب الاّراء الحرة المختلفة، والحد من ممارسة حرياتنا، ومرارة العيش في وطننا بكرامة، بحكم وسيطرة العائلة الواحدة، جميع تلك الآلام التي تجرعنا كؤوسها الواحد تلو الأخر، لأكثر من أربع عقود زمنية، ابدا لن نسمح لها بالعودة ولو ليومٍ آخر واحد في حياتنا، ولن يكون لها ولو ذرة تصيب ضمن أحلامنا، وأمنياتنا وتمنياتنا، وآمالنا وطموحاتنا التي نرنوا إليها ونسعى مع الوقت لتكون لنا حقيقة نلتمسها في ظل حكم مدني ديمقراطي لنا وللأجيال من بعدنا، لا حكومة عسكرية توجهنا وتوجههم، وترمي بشبحها المميت علينا وعليهم.
ولعل ما شاهدناه قد حدث مؤخرا في مصر، من "تعديلات دستورية" قهرية تعسفية، يأتي بموجبها بطريقة أو بأخرى، أن يظل المدعو (عبدالفتاح السيسي) السيء، حاكما عليها مدى الحياة، وقد كانت صدمة وفاجعة خانقة على رقاب جميع أهالي الشعب المصري، بما في ذلك اصحاب الاقلام والآراء الحرة.
ها نحن نرى اليــوم مصر تحت حكم العسكر، تعيش آلآما جديدة فوق الآمها السابقة، وخاصة بعدما دفعت الغالي والنفيس من ابناء شعبها العظيم، تضحية لأجل مستقبل اكثر حرية، وإشراقا، واحتراما لمواكبة الشعب المصري عصره، ولتحسين وضعه المادي والمعنوي وأكثر من ذلك.
مصر التي تخضع اليــوم لحكم عسكري جديد، لا أعلم اذا كُنتُم تعلمون ام لا؟ وكما يقول مثلهم الشعبي (بلعين السكين بدمه) وسأعطيكم لهذه "الطبخة" التي صدمت الجميع مثالا واحداً لا غير، قد يضع أمامكم الصورة بشكل جلي ووأوضح.
على المستوى الفني الذي أشتهرت به مصر. أين الأعمال المصرية الرمضانية التي تعودنا عليها كل عام ولسنوات مديدة؟ لم نشاهدها الا على بعض القنوات الخاصة، لماذا؟ لأن جميعها قد سيطر عليها (النظام العسكري) الحاكم فيها، بقوانين إختلاسية إحتكارية وضعت تعمدا، بداية بفرض النصوص التي ترغب بها هذه الجهات، مرورا باختيار فنانات وفنانين معينين، إكمالاً بمصادرتها وجعلها مِلك للجهات العسكرية بالبلاد.
فذهبت كلها وخصوصا ما عرض منها ولَم يتم توقيف تصويرها، إلى تلك المؤسسات العسكرية، ناهيك عن تلك التي لم يكتمل تصويرها عنوة، بحجج متنوعة وكثيرة، وقد تبينت لهم الاسباب فيما بعد، خصوصا عندما علموا بانها كانت ستذهب في مهب ريح وربح جلديها الجدد، بقيادة زعيمهم المخادع عبدالفتاح السيسي.
هذا الجلاد الذي يخطط ليل نهار لسحق ليبيا بعد مصر أيضا، وتحويلها لثكنة عسكرية، فقط لنيله احدى الفرصتين:
اما ان تكون كلها عسكرية، و بذلك ستكون حصوة "المساندة" والدعم المعنوي، في عين المدعو خليفة حفتر، ربما لأسباب ودوافع بترولية تامة.
اما لما هو أبعد من ذلك (مشروع تقسيم ليبيا لأقاليم) الامر ألذي سيسهل عليه مهمة حصوله على النفط الليبي بإيراداته الدائمة، وهو ايضا سيكون حاله كالتي سبقته (حصوة) أخرى في عين خليفة حفتر، وسيكون نصيبه من النفط وايراداته في حكم الاكثر ضمانة وكماً من التي سبقتها!
ومن كل ما سبق ذكره لكم، لا نرغب في شيء ولا يسعدنا شيء اليوم، كسعادتنا بان ترحل أيها اللئيم، الرعديد، النَغِل، الفاشل، قبل و "بطرقنا" ألتي رأيت عليها سيدك المقبور المهزوم سنرحلك غصبا عنك!. فلا مكان لديك بيننا، ولا في جميع مدن ليبيانا الحرة، فما بال الأمر اذ تعلق بطرابلسنا العظيمة، وبمدن إقليمها الجبارة الفذة.
خليفة بالقاسم حفتر حبك للظهور والأبهة والتفاخر، حتى وان كان على حساب الآخرين وفوق أكتافهم، لم ولن يكلل لك يوما بالنجاح، ولَم ولن تحقق لشخصك بواسطته، اية انتصارات سيذكرها لك التاريخ، ولا تنسى بان العمر كله كم سيكون لك فيه من السنين لأجل محاولاتك المتتالية المهزومة الخائبة؟ والتي لم تعطيك يوما ولو قليلاً من الكرامة التي قد تحتاجها يوما، نتيجة لتركيبتك المزدوجة، النرجسية، المهششة الخائنة.
ولذلك رفقا بك مني شخصياً، ولضعف موقفك باستمرار، أمامنا وامام الرأي العام ككل، فاني سأصفق لك هذه المرة، فقط لأجل فشلك الدائم والمستمر، وسأقول لك همساً (براڤو خليفة حفتر) فقد كنت دائماً رمزا للتغفل، وللحمق، واللؤم أيضاً، حالك في ذلك حال قائدك المردوم معمر القذافي... حتى هنا الأن وكفى
.
~~~~~~~~~
*هذه المعلومات التي ذكرتها لي بعض الشخصيات المعارضة، ولا اعلم إلى اَي مدى صحتها، لان الحقيقة وللامانة لم أتحرى شخصيا عن مدى مصداقيتها، من جهات محايدة أخرى ولن أفعل، فهو أولا وأخيرا، ابدا لم يهمني يوماً ماضيه المشبوه والمتزعزع ولن يهمني.
اما الذي يهمني حقاً هو ما أراه أنا وغيري الأن من حالة التدهور، الفساد والدمار الذي لحق بالمدن الليبية، التي طالتها يداه الهالكة، وايضا ما يهمني هو تلاعبه المفضوح، بعقول البعض من بنات وأبناء الشعب الليبي (ضعاف النفوس) في هذا الآوان.
.
**دعوته بـ (المعتوه 2) باعتبار إن المردوم معمر القذافي كان وسيظل هو (المعتوه 1). نفطة
~~~~~~~~~~
ليلى أحمد الهوني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
lailaelhoni_68@yahoo.com, blaila89@hotmail.co.uk