كر وفر
(شقيقات الفرناج جريمة شنعاء لا مفر)
بقلم/ ليلى أحمد الهوني
فضلًا منكم لحظة صمت
حداد على أرواحهن الطاهرة الزكية
جميعنا يعلم بان الحرب إذ طال مداها دون تحقيق أي تقدم من قبل إحدى الطرفين، تسمى عندئذِ بعمليات (كر وفر) وهذا ما يحدث في حرب طرابلس وتخومها الآن تحديداً، وما تثبته لنا بعض وسائل الإعلام، والتي بواسطة ما يتلقونه، في حال استطاعتهم التحاور مع بعض المتحاربين المتواجدين في ساحات الاقتتال، وخصوصا من جانب "قوات حكومة الوفاق" المتربصة بين خطوط المواجهة والجبهات.
ولكن عندما تكون هناك وعلى أرض الواقع فعلا لا قولا، ساحات للاقتتال والمواجهة المسلحة، فيقوم الطرف الغازي والمعتدي بإرسال طائرات مسيرة تدمر اخضر ويابس بلدها، وتساندها في ذلك بعض دول الغرب، أو دول العرب المتغربة، الحديثة المستحدثة، التي لا تاريخ ولا أمجاد لها، فقط تريد إثبات ذاتها بمساعدة المعتدي، في إلحاق الضرر بالمدنيين، وقتل الأطفال الأبرياء الساكنين في بيوتهم، وبمختلف أنواع الأسلحة الفتاكة، حينها تكون جريمة حرب شنعاء لا مفر!
وعن تلك الأسلحة التي في اغلب التصور والظن، تعد من بين الأسلحة المراد التخلص منها، لأجل إستبدالها باسلحة جديدة، ولا تريد الدول المصنعة لها خسارتها بإتلافها أي بمعنى هكذا والسلام، بل ترغب وبشدة في الاستفادة منها ولآخر رمق في حياتها الصناعية، وباي مبالغ مالية أو نفطية كانت.
هنا تحديدًا يكمن الاستهتار والتلاعب بارواح الناس، وتدخل الحرب برمتها مهما كان نوعها (أهلية- عالمية ... إلخ) تدخل حينها في مرحلة الحرب الفاشستية والنازية، لا الحرب الأهلية المزعومة، تلك الحرب (خرب وقلب) التي لا تعرف أخ ولا صديق، فتقمع وتفتك بكل من يأتي في طريقها وأمامها دون رأي أو تفكير، ولا يعد موقفها موقف عسكري، بقدر انها مجموعة متواصلة من جرائم الحرب الحقيقية، والتي ترتكب ببشاعة في حق المدنيين ودون أي تهاون أو هوادة!.
كنا ومازلنا نتمنى ان يقف هذا النزيف، وتحدث "معجزة" التفريق والقضاء على هذه الأزمة الليبية الليبية، والمتضرر الوحيد فيها هو الشعب الليبي الحقيقي، وليس الليبي المستورد، والقادم فقط لأجل إشعال مزيدًا من نار الفتن، بين ابناء الشعب الواحد.
ولكن ماذا يمكننا فعله؟ عندما لا يدرك الطرف المساند لهذا المستورد الفاشل، بان ما يحدث ما هو إلا الخدعة والاستهزاء والاستهتار بعينهم، ولا يعي هذا الطرف بانه هو وشعب بلاده المتضررين الوحيدون، أما ذلك المستورد فقد عاش سنواته التي عاشها الشعب الليبي في بؤس وشقاء، عاشها مرفه في ولايات أمريكية (قارة) وبرواتب ثابتة، أضعاف ما كان يتحصل عليه هذا المواطن الكادح في داخل الوطن، والأسوأ من كل هذا وذاك هو إطلاقهم على هذا المستورد وعصابته، مسمى (الجيش الليبي) في ذات الحين كان يجب عليهم إطلاق مسمى (مشتت أو مدمر حارق الشعب الليبي).
عذرًا.. هنا أريد أن أقولها صراحة، لكل من يسمي هذا المعتوه، ومعاونيه (عصابته) من أفراد مغرر بهم من ابناء الشعب الليبي، أو مرتزقة مستعين بهم من بعض دول الجوار ومربط الحمار (حاشا الأفاضل) أو الذين جمعهم من الأزقة والشوارع ومن على الجسوار.
بان هؤلاء الداعمين له ومناصريه ومؤيديه والذين نرى كتاباتهم عليه ومناصرته ودعمه على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، أو في صحفهم البالية وبطريقة دفاع مستميت، أما ان يكونوا مجموعة من الجهلة، حتى وان كانوا متحصلون على أفضل الشهادات العلمية، أو من لهم باع طويل في مجال التعليم والصحافة (السخافة) وغيرهما، أو انهم حقا وكما نسمع عنهم بانهم مستفيدين منه، ويتقاضون رواتب مريحة مقابل ما يكتبون عليه وما يبجلونه به.
وهنا أود أن أكرر، باننا مازلنا نطمح ونطمع في ان يدرك كل من يناصر هذا الغازي المعتدي الدخيل، بان يعي بان هذا البلاء قادم ومفتعل الحروب مزهق أرواح خيرة الشباب، فقط لأجل نفسه ولأجل ان يعزز من مكانته، وأن ينال نصيبه الأكبر من الثروة الليبية التي هي "مربط الفرس" بالنسبة له، والتي يسعى وان ضاعت كل ارواح الشعب الليبي لأجلها، ولأجل ان ينالها مرتاح المكان والبال، ضاحكًا على "ذقون" ضعفاء النفوس، بائعي الوطن وأهل الوطن.
وعليه وحتى لا أطيل عليكم، فانه من المفروض على هذا الطرف الغازي المعتدي، الالتزام بقواعد لعبته الوسخة المتسخة، الذي بدأ بها وأن يكون فعلا بحجم ما يدعيه من بطولة وقوة، فتظل حربه فقط داخل ساحات الاقتتال كما هو المعتاد أي بين كر وفر، حتى يجعل الله في هذا الأمر لشعب طرابلس العظيمة مَخْرجاً ومُسْتَقَرُّ.
ليلى أحمد الهوني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
lailaelhoni_68@yahoo.com, blaila89@hotmail.co.uk