قوس الأخوان فيليني
(القصة والحقيقة الكاملة)
القوس (كما كان يسمى محليا) أو قوس الأخوان فيليني (بالإيطالية: L’Arco dei Fileni) كان قوسا ونصبا تذكاريا من الرخام، وبوابة عبور بنيت في فترة الاحتلال الإيطالي في عهد ولاية الحاكم الايطالي إيتالو بالبو لليبيا، بين إقليمي طرابلس وبرقة. اذ كان يعتقد آنذاك بأنه منطقة "ضريح الأخوان فيليني" وتذكيرا بهما.
كان هذا البناء الواقع جغرافيا غرب بلدة العقيلة، وشرق مدينة رأس لانوف النفطية، هو عبارة عن نقطة حدودية تفصل الدولة الليبية إلى ثلاث ولايات شمالا بين اقليم طرابلس واقليم برقة، جنوبا يقع الاوفر مساحة (اقليم فزان).
تمثالان للاخوان فليني قبل سرقتهما من ليبيا
وقد كان هذا فقط قبـل أن تقـرر إيطـاليا دمج جميع ولايات البلاد طرابلس وبرقة وفزان في مستعمرة واحدة تحت الاسم الصحيح والحقيقي والتاريخي للبلاد "ليبيـا"، ولكن (قوس الاخوين فلليني) ظل في مكانه وعلى ما هو عليه بل انه تم بناؤه كـ صرح شامخ وتاريخي ومعلم من المعالم المهمة لليبيا، كما تمت اشرتي اليه أنفًا على يد الحاكم الايطالي بالبو وهو وكما يذكر لنا التاريخ بانه كان تخليدا للأخوين فلليني.
صمم القوس المهندس الإيطالي فلوريستانو دي فاوستو، وإكتمل بناؤه وإزيح الستار عنه بتاريخ 16 مارس 1937م في حفل حضره بنيتو موسوليني. وقد وضع على القوس عبارة باللغة اللاتينية : "ALME SOL POSSIS NIHIL VRBE ROMA VISERE MAIVS" وهي تعني باللغة العربية: "سوف لن ترى شيئاً في العالم أكبر من روما ".
وتحت الكتابة في قمة القوس يوجد تمثالان كبيران للأخوين فلييني صنعتا من البرونز الخالص، وفي وضعية الإضجاع أحدهما من الناحية الشرقية والآخر من الناحية الغربية.
بعد استقلال ليبيا عام 1951م، تمت صيانة (القوس) الذي كان آيلا للسقوط كنتيجة لطول مدة بنائه ناهيك عن نوعية الصناعة لمثل هكذا اصرح في ذلك الوقت، وقد مسحت الكتابة اللاتينية ونقشت بدلاً عنها أبيات شعرية للشاعر العربي العراقي الاصل أحمد خيري على جدرانه.
تم هدم القوس في العام 1973م، في حين لا يزال التمثالان موجودان في موقع قرب الطريق "بمنطقة سلطا 6 كم شرقي مدينة سرت، وتقع غير بعيد عن أطلاله مقبرة ألمانية بالمكان ذاته.
بقايا تمثالان "الاخوان فليني" قبل سرقتهما من ليبيا
التاريخ المخفي لضريح الأخوين فيليني
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
سبب إنشاء هذا الضريح يعود إلى ما يزيد عن 2500 عام خلت، كون أن "الاغريق" الذين كانوا يسيطرون على شرق ليبيا والقرجايون البونقييون ا
كانوا يسيطرون على غرب ليبيا في وقت من الأوقات، وبعد صراع طويل بينهما، اتفقا على ترسيم الحدود بينهما في نقطة تلاقي عدائين رياضيين من كل طرف من عاصمة دولته قورينا وقرطاج، بحيث يتم الجري عبر ساحل البحر المتوسط، ولتكون منطقة تلاقي العدائين هي الحدود الفاصلة بين الدولتين.
الميداليات التي يتباهون بها احفاد عسكر الاحتلال الايطالي
والتي نالوها كـ أوسمة لمشاركتهم
في حروب شعواء لا هوادة فيها على الاراضي الليبية
وبسبب التعرجات على ساحل برقة وتردي الطبيعية الأرضية بالمنطقة لم يقطع عدائي الاغريق مسافة طويلة، بينما حقق عدائي القرطاجيون البونيقيون (الأخوان فيليني) مسافة طويلة جداً، عند تلاقيهم مع عدائي الإغريق، فاعترضوا الإغريق على ذلك وقالوا وادعوا بأن عدائي البونيقيين قد انطلقا قبل الموعد، وطلبوا إعادة الجري أو أن يقبل الأخوين بأن يدفنا حيين في المكان الذي سيصلان إليه، كـ تعبيراً عن صدقهما في الانطلاق في الموعد المحدد، فاختارا الأخوين فيليني هذه التضحية العظيمة والجريئة البطلة وقبول بدفنهما حيين في ذاك المكان، ولذلك عرف المكان لاحقا بضريح الأخوين فيليني، وبعد احتلال إيطاليا لليبيا، وكما ذكر آنفًا تم إنشاء القوس تكريما وإحياءً لذكرى الأخوين فيليني في موقع يقع غرب موقع ضريح الأخوين فيليني بحوالي 30 كم.
تقسيم الاقاليم الليبية الثلاث
حسب الخريطة الرسمية لدى بريطانيا وهيئة الامم المتحدة
وليست كالخريطة التي يتلاعب بها اشخاص
لا أخلاق ولا مصداقية لهم
التسمية:
~~~~~
سُميَ هذا ” القــوس ” بعدة تسميات محليا (القوس) (قوس الأخوان فيليني) (قوس الحدود) بيد انه يُسمى في التسميات الرسمية والعالمية باللغة الايطالية (L’Arco dei Fileni) . جميع تلك التسميات العربية والغربية هي لذلك الصرح الهندسي والمعماري الهائل والعظيم.
المكانة المعنوية:
~~~~~~~~~~
يعد هذا القوس صرح ومعلم من معالم ليبيا على مر سنوات خلت، اي قبل ان يتم هدمه، فقد كان قوسًا ونصبًا تذكاريًا بني من الرخـام النقي والمميز والخالص، ويعد في فترة الاحتلال الايطالي (بوابة عبور) بنيت تحديدا في عهد وفترة حكم ايتالو بالبـو لليبـيـا، وهي محطة تقسيم بيـن غرب ليبيا وشرقها آنذاك.
ولا يمكننا هنا ان ننسى أو نتناسى بان القوس أساسا بُنيَ على بقايا المنطقة التي يوجد بها دفن و هيكلا تماثيل "الأخوين فلليني" وتذكيرا بهــمــا وبتلك الحقبة الزمنية من تأريخ ليبيا.
الميداليات التي يتباهون بها احفاد عسكر الاحتلال الايطالي
والتي نالوها كـ أوسمة لمشاركتهم
في حروب شعواء لا هوادة فيها على الاراضي الليبية
الاستعمار الايطالي وقوس الاخوين فلليني:
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
إثناء الحرب العالمية الثانية، شهدت تلك المنطقة الملاصقة للقوس، معركة من أعنف معارك شمال أفريقيا في ذلك الزمن، وقد كانت بين قوات "المحور" وقوات "الحلفاء"، وهنا يذكر لنا التاريخ بأن الغلبة كانت من حظ قوات "المحور" بـ قيادة كلاً من الفاشستي موسوليني و النازي هتلر، و تخليدا لهذه الذكرى العظيمة حسبما وصفهم اياها، تم توزيع قلائد و نياشين و أوسمة على الجنود الحاضرين للمعركة، ولايزال أحفاد هؤلاء الجنود يتفاخرون ويتباهون بصلابة آبائهم وأجدادهم، في تلك المعركة على مختلف تدويناتهم وفي مدوناتهم، التي تعرض عددا من صور القلادات، التي ورثوها عن آبائهم وأجدادهم.
بقايا تمثالان "الاخوان فليني" قبل سرقتهما من ليبيا
المكانة التاريخية لهذه المنطقة وعلى مر العصور:
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
في حين بانه لسنة 2011م لا يزال "التمثالان" موجودان في موقع قرب الطريق بمنطقة "سلطان" التي تقع شرق مدينة سرت بـ 60 كيلو متر. كما انه يوجد بها ما يقارب 200 موقع أثري وتقول مصلحة آثار سرت السياحية، بإن منطقة "سرت" تحتوي على قرابة 200 موقع أثري مختلفة الازمنة، ما بين الحضارات الإسلامية والفينيقية والرومانية.
وأكدت مصلحة الاثار في العاصمة الليبية طرابلس الكبرى، بان هذه الأماكن لم يتم البحث فيها إلى حد هذه اللحظة رغم كثرة الوعود من الحكومات السابقة والحالية، ولعل أهمها "سرت القديمة" التي كانت تسمى (مكمداس وكراكس وفراكس) وتسمى حاليا "بالسلطان" أو المديّنة "تصغير" لمسمى مدينة.
بقايا تمثالان "الاخوان فليني" قبل سرقتهما من ليبيا
وأوضحت هيئة الاثار والسياحة بسرت، أن مديّنة "سلطان" قد تم بنائها في عهد "الدولة الفاطمية" على أطلال مدن رومانية وفنيقيه، وتبلغ مساحتها قرابة 18 هكتار المدن الثلاث بنفس الحجم (الفينيقية والرومانية والإسلامية) وتعتبر هي "المدينة الإسلامية" الوحيدة المتكاملة في شمال أفريقيا ككل.
حيث يوجد بها جدار بالكامل، بالإضافة إلى أبراج ومنارة للسفن، ومسجد كبير ومساكن ومعسكرات وآبار وشوارع تاريخية المعمار.
وتابعت هيئة الاثار والسياحة في سرت، بانه عند اندلاع انتفاضة فبراير 2011م، واحتدم القتال دخل سرت بين المقاتلين وصل الامر أيضًا إلى منطقة سلطان في شهر سبتمبر من عام 2011م، وعاثوا في تلك الاماكن التاريخية فسادا، وقد سرقت بعض التحف والقطع الأثرية، وهي كنوز تاريخية ثمينة مفقودة إلى حد هذه اللحظة” على يد مجهولين!.
وأكدت هيئة الاثار والسياحة في سرت، أنه كان في المنطقة قرابة 11 صندوق "قرابة" و كل صندوق يحتوي على 300 قطعة أثرية هذا على أقل التقدير، لافتا إلى أن هذه القطع الأثرية قد أخرجتها البعثة السياحية البيولوجية الفرنسية القادمة من (جامعة السوربون) بتكليف من الأمم المتحدة. وذلك لإجراء الفحوصات والدراسات اللازمة على المنطقة الأثرية واهميتها التاريخية.
اختفاء التمثالان
قطع في إيطالية
~~~~~~~~~~
افادت مصادر من هيئة الاثار والسياحة، بأن هناك عدة بعثات تأتي من أوروبا والدول العربية أيضًا، وذلك لإجراء دراسات على هذه المنطقة الاثرية العظيمة، ولكن تبقى البعثتين (الفرنسية والإنجليزية) هما الأفضل على الاطلاق، لامتلاكهما الإمكانيات للبحث والتنقيب على الأماكن الأثرية وخصوصا فيما يتعلق بالبحث على الحضارات والمدن الإسلامية.
الميداليات التي يتباهون بها احفاد عسكر الاحتلال الايطالي
والتي نالوها كـ أوسمة لمشاركتهم
في حروب شعواء لا هوادة فيها على الاراضي الليبية
وبينت مصلحة الاثار في سرت، بأن هناك قطع أثرية مهمة أيضا تم نقلها إبان الاحتلال الإيطالي وهي موجودة إلى اللحظة في المتاحف الايطالية، بالإضافة إلى بعض التحف والقطع الأثرية معروضة في المتاحف في مدينتي بنغازي وطرابلس. وأشار مدير مكتب السياحة إلى أن هناك مقترح من النظام السابق، لعمل أكبر متحف في شمال أفريقيا في "منطقة السلطان" وإنشاء بعض المنتجعات السياحية حول هذه المنطقة.
ودعت مصلحة الاثار والسياحة في سرت، يجب على الحكومات المقبلة ومن المجلس البلدي الاهتمام الجاد بهذا المكان التاريخي الحيوي، هذا حسب ما وصفته الجهات المعنية، وذلك بعدم إهماله مثلما فعل السابقين من الحكومات السابقة العهد.
~~~~~~~~~~~~
تجميع المادة التاريخية وترتيبها الزمني
ليلى أحمد الهوني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
lailaelhoni_68@yahoo.com, blaila89@hotmail.co.uk