دقائق من وقتكم
بقلم\ ليلى "أحمد لطفي" الهوني
وسأروي لكم، لا بل ساعلمكم عن سبب غيابي عليكم طيلة المدة الماضية خصوصًا عن الكتابة في مدوّنتي هذه ( ليبيا يا منانا)..
لقد وصلتني شبه رسالة من صديق مقرب الحقيقة هي (نوع من الدردشة) ما هي الا قليلا من الكلمات والتوتر الذي دار بيننا، ربما قد اوصلته بطريقة او بأخرى لدرجة ان يقول لي: انتِ هي السبب فيما نحن فيه الأن في ليبيا من مصائب وهموم...!!.
الحقيقة وللعلم انا مازلت أعاني من شبه عذاب الضمير بيني وبين نفسي، في تساؤلي الدائم والمستمر لليلى (أنا) هي نفسي.
هل انا حقاًً السبب الأساسي فيما آل اليه وطني اليوم؟..
يا اخواتي الغاليات وَيَا سادتي الأفاضل، والله اني تقريبا كل يوم يمر، نتيجة لهذا التخبط النفسي الذي امر به، أعرض نفسي لما يسمى بـجلد الذات، فبدل المرة الواحدة عشرات المرات وفي كل لحظة تقريبا.
اشعر باني قد أكون فعلا سببًا حقيقيا في ذلك، بالرغم ها أنتم وكما ترون بام أعينكم، اني لم أعود لأرض الوطن علانية حتى هذه اللحظة. وحتى والدي رحمه الله حرمت على نفسي رؤيته واحتضانه بشدة قبل مغادرته لنا بلا رجعة لهذه الدنيا، فقط حتى لا يقال عني ها قد عادت للبلاد طامعة في منصب ما وما شابه..
رضيت بان لا يكون لي أوراق تثبت اصولي وجنسيتي الليبية، حتى لا ابحث عن "وساطة ما" الأمر الذي أبغضه كـ (مبدأ) ولا أريده ولن افعله مهما اشتد بي الحال، ولا انوي الوقوع في هذا المطب أو بالاحرى المنزلق اللاوطني. ..
اعيش في وطن غير وطني، اصادق أناس ليسوا اهلي، اجعل من خليط اجناس جيرانا لي مكرهة غير راغبة في ذلك.
احيانا اثناء حديثي مع أصدقائي وصديقاتي الانجليز او الأجانب من جنسيات أخرى، احن جدًا الى لهجتي الليبية الحنونة الجميلة، اريد اثناء حواري معهم ان اقول لهم "مثل شعبي ليبي قدير" يشبع رغباتي في "تزيين" حديثي معهم؛ ولكن للاسف الشديد لا افلح في فعل ذلك، اكابد على نفسي عناء حياة وجدت نفسي مجبرة على التواجد فيها، فقط حتى لا يكرهني أهل وطني، وفي اخرالمطاف يأتي شخص ظننته لوهلة انه إنسان قريب مني يفهمني، فيشعرني باني انسانة سيئة للغاية، دمرته وهو في وطنه، بل ليس هو وحسب بل اني قد دمرت وطني واهل وطني جميعهم بيدي (سلامتهم) ..
يا جماعة انا انسان "بشر" اشعر بمعاناة الجميع، حتى بمن هم ليسوا من بني جنسي أو ديني أو عرقي أو نسبي ومصاهرتي، ولكني انظر اليهم بانهم أناس بشر يستحقون مني حقًا كل التقدير والحرص على الاهتمام بهم واحترامهم جد احترام، ولا تفكير لدي في تدميرهم و لو معنويا او حتى شتمهم بـ لغتي الأم التي لن يفهمونها.
فماذا سيكون حالي عندما يأتي عليّ شخص يشتد الخصام بيننا، اقرأ "عشرات المرات" ما بين أسطر ما كتبه لي، اجد اتهام مباشر لي باني انا هي السبب في معاناته هذه بل ومعاناة وطني الذي أحب بحاله!!..
والله اني بقيت لمدة طويلة اموت مئات المرات في الدقيقة لاجل هذه المشكلة، التي صارت تلازمني وتواجهني كل لحظة أمر بها، حتى من اقرب الناس إلي.
عذرا منكم كثيرا على هذه الاطالة
ولكن توجب عليّ التوضيح فأوضحت لكم
~~~~~~~~~~~~~~~~~
وها أنا قد عدت لكم
اتمنى بأن يكون العود أحمد
~~~~~~~~~~~~
ليلى أحمد الهوني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
lailaelhoni_68@yahoo.com, blaila89@hotmail.co.uk