صفحة من صفحات أحزاني
الغربة
والله إني ترددت كثيراً في كتابتها
ولكن .. أخيرا ها أنا كتبتها، ولكم نشرتها.
هنا فقط أوضح .. أبدا لا أشكي
- للأسف الشديد، لا يعرف مرارة الغربة، والإغتراب عن الوطن واهله، إلا من عاش حقيقة ذلك ..
عن اية هناء؟ وعن اية سعادة؟ واية سرور تتحدثون؟
لا تبحروا بانفسكم بعيد كي لا تغرقون .. فقط جربوا من أنفسكم. اذهبوا لتونس الزيتون، والا مالطا الحنونة، وإلا قاهرة المعز، فقط لمدة يومين ليس أكثر، وشوفوا مقدار تحملكم لآلام الغربة.
ذوقوا ما معنى ان تتعايشوا في أرض غير أرضكم، وان تتجاوروا وتتصاحبوا مع أناس غير أهلكم ..
جربوا ان تخرجوا ولا تجدون أمامكم خليفة، وعمر، وعلي، وحسين، ومحمد، واحمد، وَعَبَدالمنعم ..
والا فاطمة، ونجاة، ونجوى، وعيشة، ووداد ونادية، وسعاد!
واذهبوا للسوق لتجدوا لحم (الخنزير) يباع أمامكم، فتبحثون عن اللحم "الوطني" (المازقرني) لا تجدونه الا (بالفتاشة) وأخيرا تشترونه، وبأغلى الأسعار (ومش مهم) ما يهم حقا هل هذا فعلا لحم حلال والا جيفة حاشاكم؟
اذهبوا لمصر واستمعوا للهجة المصرية ليل صباح، ظهر ومساء، هذه اللهجة التي أحبها البعيد قبل القريب والعدو قبل الصديق، وشوفوا انفسكم هل تحملتهم ثقلها عليكم ام انها اضجرتكم!؟
حينها فقط قولوا لي، ما اذا كان حقا المغترب يعيش حياته مرفه وهو خارج وطنه، ام انه منكوب في بلاد العز لفقدانه لاهله؟
لا يحس الغربة الا من عاشها، وفقد كل شيء فيها، حتى كاد ان ينسى رائحة نسيم وطنه، ولمة أمسيات أهله!
قلقت .. فديت .. عييت .. هكذا وكفى!
ليلى أحمد الهوني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
lailaelhoni_68@yahoo.com, blaila89@hotmail.co.uk